ستكون الأيام المقبلة حبلى بتهديدات أمريكية جديدة ضد إيران، وذلك وفقا للتوازنات الداخلية، والإقليمية، والدولية، - إيجاباً وسلباً - من طهران، ونظامها الثوري الحاكم، والتي تأرجحت من خلالها مواقف الإدارة الأمريكية المقبلة؛ كونها ترى الإرهاب من منظار أوسع بكثير من نظرة إدارة - الرئيس - باراك أوباما. كما ستراجع التركيز على القوى الصاعدة في مناطق كالشرق الأوسط؛ حتى تعود إلى المحورية في الرؤية الأمريكية؛ باعتبار أن الجمهوريين يميلون نحو السياسة المتشددة من جديد في العلاقات الدولية، - وبالتالي - عودة استخدام القوة في حل الصراعات. في ظل هذا الازدواج الذي بدأ من سياسة الاحتواء إلى سياسة التفاوض وصولاً إلى سياسة الردع، سيلحظ المتتبع للتصريحات التي تنطلق من البيت الأبيض، بأن التعامل مع متغيرات السياسية الخارجية التي فرضتها إيران، وتحديد السياسة المتعلقة بطموحاتها النووية، ودعمها للجماعات الإرهابية، وانتهاكاتها لحقوق الإنسان، عبّر عنه - وزير الدفاع الأمريكي - جيم ماتيس، بأن: "العالم لن يتجاهل الأنشطة الإيرانية"، و: "لدينا القدرة على معالجة سوء سلوك إيران"، وأن: "ما تفعله إيران يلفت انتباه كثيرين"، وكذلك - مستشار الأمن القومي - مايكل فلين، عندما صرّح بأن الإدارة الأمريكية: "لن تتسامح مع الاستفزازات الإيرانية"، وأن: "عنف إيران يزعزع استقرار الشرق الأوسط"، فالرؤية الثورية التصديرية لإيران، ونظامها الراديكالي المتطرف، جعلت منها دولة داعمة للإرهاب، وأفرزت بنتائج أفعالها، وتداعياتها المستقبلية المريرة على أزمات المنطقة العربية من سوريا إلى اليمن، من دون أي أفق جدي للحلول، وأنها تنتهك حقوق الإنسان، وتهدد السلم العالمي. إن التغيير الكبير للمشهد السياسي اللازم لأتباع الدبلوماسية على نحو أكثر منهجية، واستمرارية، سيستهدف القطاعات الاقتصادية المرتبطة بالبرنامج الصاروخي لإيران، بحيث لا تتعارض - أبدا - مع بنود الاتفاق النووي من الناحية القانونية. وهذا دليل آخر، بأن المرحلة المقبلة ستكون متوترة بين طهران، وواشنطن. إذا كانت الأمور تُقاس بالنتائج في السياسة، فإن التصريحات السياسية، والحراك الدبلوماسي، والتسريبات الأمنية، تشير إلى أن مكامن الخلافات، ومسببات انهيار العلاقة في مجملها الإطاري، تجعل من تفجير الخلافات بين إيران، والولايات المتحدة سيناريو غير مستبعد، - خصوصا - في ظل وجود مواءمات سياسية بين الطرفين، لا تختص - فقط - بالملف النووي المثير للجدل، وإنما تمتد للنفوذ، والدور الإيراني الذي تلعبه في المنطقة.