فاصلة : ((الجهل مطية سوء من ركبها زلّ ومن صحبها ضلّ)) - حكمة عربية - من فرط حماسي للصحافة الإليكترونية قد يظهر للبعض أني معادية للصحافة الورقية، لكني منذ أكثر من عقد ونصف مشغولة بالصحافة الإليكترونية. في عام 2000م وحيث لم يكن لدينا ككتّاب اهتمام بالمواقع الإليكترونية الشخصية، كنت والكاتب «سعد الدوسري» من أوائل الذين أسسوا مواقع إليكترونية شخصية، وأتذكر أنّ الدوسري أقفل موقعه بسبب إزعاجات بعض فئات المجتمع، لكن أحداً منهم لم يلتفت لموقعي الشخصي، لأنه كان بروح صحفية أكثر من روح موقع «الدوسري» التي كانت لكاتب مؤثر في الرأي العام، حتى ظهرت في حفل جائزة الصحافة العربية ومن ثم استضافني المذيع «زاهي وهبي» في برنامج «خليك في البيت» في تلفزيون المستقبل، وحينها حملت معي جهاز اللاب توب وتحدثت عن جريدتي الإليكترونية . لست في مجال التوثيق لبعض ذكرياتي المهنية، لكنني أؤكد على رهاني على الصحافة الإليكترونية، وأنه توجد في ذلك الوقت محاولات لنشري مواد إليكترونية كالمقال الإليكتروني في موقعي والتحقيق الإليكتروني في مجلة الجديدة ، بدعم من الراحلين الأستاذ «محمد أبا حسين» رئيس تحرير جريدة الجزيرة سابقاً، والأستاذ «محمد صادق دياب» رئيس تحرير مجلة الجديدة آنذاك يرحمهما الله. ولربما شهد المجال في ذلك الوقت محاولات من زملائي وزميلاتي لم نعرف عنها. ليس ذنب الصحافة الإليكترونية أنه لم يهتم بتنظيمها أي من وزراء الإعلام عبر 17 عاماً، حتى ظهر نظام النشر الإليكتروني واعتمدت وزارة الإعلام لائحته التنظيمية في عهد الدكتور «عبد العزيز خوجة» في يناير 2011، حيث أضيف هذا النظام إلى نظام المطبوعات والنشر الموافق عليه بالمرسوم الملكي بتاريخ 3-9-1421ه، وقد أنشط هذا النظام الوزير الحالي الدكتور «عادل الطريفي»، حيث بدأت وزارته في تنظيم هذا النشر بالتوعد بإقفال صحف المناطق والقبائل والأُسر، إذا لم تندمج أو تلتزم بشروط النظام وإخضاع إدارة النشر الإليكتروني إلى نظام مكافحة جرائم المعلوماتية. لذلك فالصحافة الإليكترونية لن تقتل الصحافة الورقية ولن يستطيع أي صحفي قول ذلك، إنما على الصحافي في هذه المرحلة أن يطور أدواته ليصبح صحفياً إليكترونياً وهو حديثي في زاوية الأحد القادم.