(جدة) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ اتفق الكثير من النقاد والمهتمين بالشأن الرياضي، من خبراء ومدربين ووكلاء أعمال لاعبين، على أن تسريب النجوم من أنديتهم وخروجهم من باب الصغار، ومن ثم عودتهم عبر الباب الكبير تزفهم ملايين الريالات صوب أنديتهم القديمة تعد ظاهرة عالمية وغير مقتصرة على أنديتنا المحلية، والتي تفشت فيها هذه الظاهرة بنحو أكبر ومنذ سنوات عديدة، فالقائمة متخمة بالأسماء التي صقلت مواهبها وتأسست كرويا في أندية، وعندما حان وقت قطف الثمار تخلت عنهم لتتبناهم أندية أخرى تمنحهم فرصة الظهور ونثر الإبداع، ليعودوا إلى المحطة الأولى محمولين على الأعناق ومحفوفين بالمال الوفير، وللوقوف على أسباب تسريب المواهب وعلى من يقع عليه وزر التفريط في هؤلاء، أخذنا آراء عدد من المختصين والمتابعين وخرجنا بالحصيلة التالية: عبدالعال : القهوجي وأبوسيفين خير دليل في البداية، حمل رئيس النادي الأهلي السابق وعضو شرفه الحالي عبدالعزيز عبدالعال مسؤولية التفريط في اللاعبين لإدارات الأندية والأجهزة الفنية المشرفة على القطاعات السنية، وصولا للفريق الكروي الأول نتيجة غياب التنسيق ما بين الأجهزة السابقة، مما يؤدي إلى التفريط في مواهب عديدة من الأندية؛ بسبب الحكم السريع على بعض الأسماء في مرحلة متقدمة دون أن يكون هناك تقرير من المدرب المشرف على اللاعب يوضح مكامن القوة والضعف لكل لاعب، موضحا أن مدرب الفريق الأول تغيب عنه الكثير من المعلومات عن لاعبي الأولمبي الصاعدين للفريق الأول ما لم يكن هناك تنسيق، ومع الأسف التنسيق ما بين الأجهزة المشرفة على الفرق بمختلف الدرجات تكاد تكون معدومة في الأندية، وهو خطأ يضاف إلى أن الرغبة الحقيقية لدى الأجهزة الإدارية والفنية تكمن في «القطاف الجاهز»، فالجميع يعمل من أجل تحقيق البطولات فقط خوفا من الهجوم الجماهيري والإعلامي، فيكون التركيز منصبا على أسماء محددة وفريق جاهز، وبالتالي تتناثر المواهب الجديدة باتجاه الأندية الأخرى ونخسرها ونندم عليها مستقبلا عندما تفجر إمكانياتها على المستطيل الأخضر، وحينها تبدأ عملية المفاوضات ودفع المبالغ الباهضة للاعب ترعرع ونشأ في النادي وخرج بخطأ مشترك، واستشهد عبدالعال بطلب مدرب الأهلي الألماني بيتر شتوب الاستغناء عن خالد قهوجي وعبدالرحمن أبوسيفين بحجة قصر القامة، والذي قوبل بالرفض من الجهاز الإداري العارف بموهبة اللاعبين، وبعد نقاش طويل اقتنع المدرب واستمر اللاعبان في الملاعب وكانا من الأسماء البارزة التي مرت على الخارطة الأهلاوية. الدوسري: لا بد من الصبر عبدالعزيز الدوسري رئيس نادي الاتفاق أمن على جزئية الإهمال الإداري الذي يحدث في بعض المرات من بعض الإداريين، مشيرا إلى أنه لا يحدث كشيء متعمد، ولكنه قد يحدث نتيجة لظروف معينة خارجة عن إرادة المشرفين الإداريين والفنيين، مشددا على أن بعض اللاعبين الواعدين لا يكون لديهم البال الطويل لكي يتحلوا بالصبر حتى ينالوا الفرصة المطلوبة لتمثيل الفريق والوصول إلى عالم النجومية، حيث إن بعض اللاعبين الواعدين، خصوصا الموهوبين منهم، يصطدمون بعقبة النجوم الكبار، وعندما يتم تصعيد اللاعب الواعد للفريق الأول بجد نفسه مجبرا علي الجلوس على دكة البدلاء لفترة طويلة قد تمتد لعام أو عامين، وربما ثلاثة بسبب وجود لاعب أو لاعبين من أصحاب الخبرة في نفس الخانة التي يشغلها، الأمر الذي يجعل فرصة وصوله إلى تمثيل الفريق الأول بالسرعة المطلوبة ضيقة وشبه مستحيلة، بالإضافة إلى أن هنالك لاعبين واعدين لديهم الصبر يتحينون الفرصة، ولدينا أمثلة كثيرة للاعبين واعدين كثر في الاتفاق صبروا على الجلوس علي دكة البدلاء حتى أتتهم الفرصة وتمسكوا بها واستغلوها الاستغلال الأمثل وصنعوا لأنفسهم أسماء خالده في تاريخ الاتفاق. في المقابل نجد لاعبين يستعجلون الفرصة ولا يكون لديهم القدرة على انتظار الفرصة فيرحل إلى النادي الآخر، وقد يحالفه التوفيق وقد يفشل، وأشار الدوسري إلي أن معظم اللاعبين النجوم الذين حفروا أسماءهم بأحرف من نور في سجلات الكرة السعودية من نجوم الفئات السنية كانت بداية مداعبتهم للكرة بين أحضان الأندية وتعلموا فيها أبجدياتها وصبروا على ضريبة النجومية حتى وصلوا لغايتهم المنشودة. الياقوت: أعطوا الخبز لخبازه جاسم الياقوت رئيس نادي القادسية الأسبق كان له رأي مخالف في عملية هروب المواهب المتفتحة من بعض الأندية، حيث أشار إلى أن اللائمة بالفعل تقع على رأس إدارات الأندية التي تهمل هذا الجانب الحيوي الهام بعدم وجود الكوادر المتخصصة التي تؤدي دورها المنوط بها على الوجه الأكمل في قيادة الفئات السنية، وشدد الياقوت على أن الأندية تفتقر إلى الأجهزة الإدارية المتخصصة، والتي لديها إلمام كامل بالعمل في هذه الفئات السنية بوجود متخصصين وكشافين لديهم خاصية اكتشاف المواهب والعناية بها والعمل على ترشيدها وتبصيرها وقيادتها لطريق النجاح الذي سيخدم اللاعب والنادي والكرة السعودية، نحن نولي أمر الفئات السنية لإداريين ليس لهم الباع الطويل في هذا المضمار، وهم يعملون بجهد المقل والاجتهاد غير المدروس، والذي بطبيعة الحال لا يؤدي إلى نتائج إيحابية، ولذلك لم يكن غريبا أن تستمر هذه الظاهرة المتمثلة في ضياع المواهب وبعثرة جهود البعض منها والاستفادة من جهود البعض الآخر في حالات نادرة تعد على أصابع اليد الواحدة، إذا علينا أن نتفق بأن المشكلة برمتها تتمثل في نوعية الكوادر التي تشرف على هذه الفئات السنية، فمتى ما أحسنا الاختيار وأتينا بالكوادر الإدارية المتخصصة، والتي تدرك معني العمل في الفئات السنية، فإننا سنضمن نجاحا باهرا للعمل في هذه الفئات، وستختفي مثل هذه الظواهر السلبية التي ظللت سماء هذه الفئات وأفرغتها من بعض مضامينها وأهدافها المستقبلية». أبو عمارة: الأمر طبيعي في المقابل، يرى رئيس نادي الاتحاد الأسبق جمال أبو عمارة بأن الاحتراف لا يتجزأ وما حدث في الماضي من خروج لاعبين وبروزهم مع أندية أخرى سيتكرر، خصوصا أن اللاعبين لا تتضح ملامح قدراتهم بشكل كبير في الفئات السنية، وبالتالي يتم من الاستغناء عنه أمر طبيعي ليجد الفرصة في أندية أخرى تمنحه الفرصة يبرز من خلالها إمكانياته ويقدم عطاء ملفتا يضعه تحت مجهر الأندية الكبيرة الراغبة في الاستفادة من خدماته، وهنا ندخل في عمق الاحتراف الحقيقي. وأضاف أبو عمارة أن الأندية تفتقد الكوادر المتخصصة في كشف المواهب وتقييم المهارات الفنية للاعبين وتتعاقد مع مدربين في الفئات السنية تعمل على تحقيق البطولات للنادي، موضحا أن العمل في هذه المرحلة يتطلب التركيز الإداري والفني لضمان المحافظة على مكتسبات النادي وعدم التفريط فيها ومنحها فرصة اللعب لأندية أخرى بنظام الإعارة يتعود من خلالها على أجواء المباريات ويطور مستوى الأداء، وبناء عليه بإمكان النادي جلبه والاستفادة من خدماته في قادم الأيام، مناديا في الوقت نفسه بعدم الاعتماد على كشافي المواهب بشكل رئيسي، خصوصا أن الرياضة تقدمت ودخلت مرحلة التطوير الأكاديمي وتتطلب مدربين يملكون مهارة تطوير المواهب وتسخير قدراتهم الطبيعية لصالح الفريق والمجموعة. الحارثي : مكره لا بطل يوافقه في الرأي المشرف العام على الفئات السنية ثم الفريق الأول بالنادي الأهلي سابقا محمد الحارثي أن ظاهرة تسريب النجوم والمواهب من أندية تجاه أندية أخرى تعتبر ظاهرة طبيعية وتصب في مصلحة الكرة السعودية في المقام الأخير، خصوصا الأندية التي تعمل على إعداد اللاعبين بالطرق الأكاديمية المدروسة، والتي تضمن إبراز أسماء واعدة مهيأة للممارسة اللعبة، سواء في النادي الذي تدرج فيه أو نادٍ آخر، خصوصا في ظل الالتزام بإعداد محددة تجبرك على الاستغناء عن المواهب، والتي تجد فرصتها في نادٍ آخر، وبين الحارثي أن التسريب الأكبر في الفئات السنية هو تسريب الأعداد، ف60 لاعبا في الشباب تضطر إلى تقليصهم في مرحلة الشباب إلى 40 القليل منهم يجد فرصته في الفريق الأولمبي، كونك ملزما بقائمة أخرى، وصولا للفريق الأول والذي قد لا يحتاج أكثر من لاعب أو لاعبين في جميع المراكز لأسباب متعددة، أهمها الالتزام بقائمة 30 لاعبا ما بين محليين وأجانب، وبناء على ذلك من الطبيعي جدا حدوث تسريب في المواهب تجاه أندية أخرى، وهذا أمر في صالح الكرة السعودية والأندية على حد سواء. وطالب الحارثي في ختام حديثه الأندية بإنشاء لجان فنية تدرس أعمار لاعبي الفريق الأول ومدى استمرارهم في الخانة إلى جانب دارسة أعمار لاعبي الفرق السنية ومدى الفائدة منهم في المستقبل، إضافة إلى العمل على إنشاء أكاديميات في الأندية تعمل على إعداد اللاعبين وتجهيزهم لضمان ارتفاع حدة التنافس.