المواطن الذي يدفع مبلغاً عندما يلجأ لمكاتب الخدمات، لتسجيله في «حساب المواطن»، تخوفاً من الوقوع ضحية مواقع إلكترونية (مُزيفة) تستغل معلوماته، ينطبق عليه المثل الشعبي (انحاش من القوم وطاح في السرية)!. فقد بدأت - بالفعل - بعض مكاتب الخدمات والتعقيب تعليق لوحة (50 ريالا مقابل تسجيلك في حساب المواطن)، هناك مكاتب تخفض المبلغ إلى النصف، لا جديد جميع الخدمات الإلكترونية وتسجيل المواعيد، وتعبئة الطلبات.. إلخ التي يتعامل بها المواطن مع الدوائر والمؤسسات الحكومية، وجد فيها هؤلاء مصدراً لرزقهم، مع تخوف بعض المواطنين والمقيمين من التعامل الالكتروني المباشر والبسيط مع الجهات الحكومية، لذا تجدهم يفضلون التعامل بقاعدة (عط الخباز خبزه)، كون هذه المكاتب تُمارس العمل ومستجداته بشكل يومي وآمن؟!. نعود للخدمة المُدرجة حديثاً، فمن خلال تصفح البوابة الإلكترونية للحساب (https://ca.gov.sa) الذي أُطلق الثلاثاء الماضي، قبل يوم واحد من موعده المحدد (أمس الأربعاء)، يتضح أن هناك بساطة مُتناهية اعتُمدت عند تصميم البوابة، مع وجود خانة للأسئلة الشائعة، وخطوات التسجيل سهلة جداً، وتناسب جميع شرائح المجتمع، ومستوياتهم التعليمية، بدءاً من إدخال رقم الهوية وتاريخ الميلاد ورقم الجوال ثم مُتابعة باقي الخطوات بسهولة، وليس هناك ميزة للتسجيل أولاً، فبإمكانك تأجيل تسجيلك حتى تكتمل معلوماتك وتقوم بالتعرف على الحساب وموقعه الرسمي، وعمل الخطوات اللازمة.. إلخ، ولا تقع فريسة (عاجلة) لجشع وطمع أصحاب مكاتب الخدمات والمُسترزقين على (ظهر المواطن) في كل مناسبة، والذين لا أستغرب غداً أن يُطلقوا خدمة خاصة بالمشمولين ب(الضمان الاجتماعي) على طريقة (قبل أن تفوتك الفرصة تأكد من تسجيلك في حساب المواطن) ويضعوا رسوماً عليها؟!. التحول الكامل نحو (الحكومة الإلكترونية) تحدٍ يمر أهم أنفاقه بمثل هذه الخطوة التي تمس الشريحة الأكبر في المجتمع، والتي من ضمنها (الأقل تعليماً)، ولنا تجارب سابقة ناجحة في نظام أبشر والخدمات المُرتبطة به، وإن كان من بيننا أشخاص ما زالوا يعتمدون على (المُعقبين ومكاتب الخدمات) للتعامل مع (نظام أبشر)، وإنجاز المعاملات الخاصة بالمواطن والمقيم، بمقابل أتعاب مُحددة مُسبقاً في حال لم يستطع المواطن الذهاب إلى الجهة المعنية وطلب الخدمة مباشرة، ما يتطلب غالباً وجود منصات للخدمة المباشرة (وجهاً لوجه) في هذه الوزارات والمصالح!. علينا أن ننتظر الأيَّام المُقبلة ونرى هل سينجح الحساب في تحويل المواطنين نحو التعامل الالكتروني 100% - حتى لو استعانوا بمكاتب الخدمات - أم أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ستضطر لوضع منصات خدمة مُباشرة (شبية بالآخرين) في مكاتبها الرئيسة وفروعها، لقطع الطريق على مُستغلي المواطن من (مُرّتزقة الحساب)؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.