خالفت بعض مكاتب الخدمات العامة وبعض المعقبين كل التعليمات التي وجهتها وزارة الداخلية، والتنبيهات والتحذيرات والتعاميم التي أصدرتها بخصوص تفعيل الحسابات في نظام "أبشر" لغير أصحابها، إلا أن البعض ما زالوا مستمرين في ذلك, لما له من مردود مالي ما بين 30 إلى 50 ريالا للشخص الواحد. والأمر اللافت للنظر، بحسب تحقيق أعدته ونشرته "الاقتصادية"، هو أن بعض المكاتب قامت بتحويل العمل الخاص بها إلى مراكز لخدمات "أبشر" تقدم فيها تجديد الإقامات, التسجيل, فتح ملف إلكتروني في مكتب العمل, تسديد غرامات, وغيرها من الخدمات, الأمر الذي يثبت أن هناك الكثير ممن يتوجه إلى هذه المكاتب لتفعيل الخدمة والاستفادة من مميزات "أبشر". ولا يدرك الكثير أن هناك عددا من المخاطر التي تترتب على تفعيل الخدمة عن طريق هذه المكاتب, حيث إن باستطاعة الأشخاص الذين قاموا بتفعيل الخدمة في "أبشر" بعد فترة عمل أي أمر، إما نقل الكفالات أو إصدار جوازات أو غيرها من الخدمات التي يقدمها النظام, دون الرجوع إلى صاحب الملف. "الاقتصادية" ومن خلال جولة ميدانية قامت بالتأكد من طريقة عمل تلك المكاتب ومخالفتها للنظام, حيث تم التوجه إلى أحد المكاتب الخدمية, وتم الطلب من موظف المكتب أن يقوم بتفعيل الخدمة في "أبشر"، ورد الموظف قائلا: "لن يستغرق فتح الملف سوى دقائق معدودة, بمبلغ 30 ريالا", وحين تم إخباره عن التعاميم الصادرة من وزارة الداخلية بخصوص منع المكاتب والمعقبين من فتح الملفات, حيث إنها تعتبر انتهاكا للخصوصية, تردد قليلا وقال: "نحن لا نحتفظ بالأرقام الشخصية للأشخاص, فقط نقوم بفتح الملف وإعطاء العميل الرقم السري الخاص به". وقام بعض أصحاب المكاتب بتهميش تعاميم المنع وتحديها, وقاموا بإضافة تسعيرة فتح ملف أبشر داخل المكتب وأمام الملأ, الأمر الذي يبدي تساؤلات عن دور الجهات الرقابية, حيث إن هذه المكاتب ليست متخفية داخل الأحياء، وإنما توجد أمام الجهات الحكومية منها الجوازات والأحوال المدنية وغيرها من الجهات ذات العلاقة . ويتوجه بعض المواطنين لهذه المكاتب لأجل أن يتم حجز موعد أو طبع نموذج ما من داخل ملفهم الشخصي في نظام أبشر, الأمر الذي يمكن موظف المكتب أن يطلع على جميع المعلومات الخاصة بالعميل, وأيضا تمكنه من حفظ الرقم السري الخاص به. ويقوم بعض العاملين في هذه المكاتب باستغلال كبار السن وأيضا من ليس له خبرة في طريقة تعبئة البيانات, ويعمل على وضع رقم جواله, من أجل ألا يعلم صاحب الملف بالمستجدات في ملفه. ومن خلال جولة "الاقتصادية" تم كشف بعض السيارات الواقفة أمام الجهات الحكومية التي تحتوي بداخلها على جميع الأدوات التي تمكن صاحب السيارة من حجز المواعيد وفتح ملفات "أبشر" وغيره من الطلبات, حيث يوجد بداخل السيارة آلة طباعة وجهاز حاسب آلي متصل بالإنترنت. وحول طريقة فتح ملفات "أبشر" لكبار السن أو لمن لا يستطيع التعامل مع المواقع الإلكترونية بين مصدر في جوازات جدة أن عليهم التوجه إلى إدارة تقنية المعلومات في مركز الجوازات التابع لمنطقتهم, وهم بدورهم سيرشدونه إلى طريقة فتح الملف, بطريقة آمنة تحفظ له بياناته مستقبلا. وطالب بعض المواطنين أن يتم زيادة تأمين طريقة الدخول إلى نظام أبشر, بإضافة خيار جديد لا يمكن المستخدم من الدخول إلا في حالة إدخال الرمز المرسل إلى الجوال, تماشيا مع الطرق الآمنة التي تتبعها المصارف المحلية في المملكة. وقد قامت وزارة الداخلية بتنويع طرق التسجيل في خدمة أبشر, تسهيلا للمواطنين, بطرق سريعة وآمنة, إما عن طريق أجهزة الخدمة الذاتية التي وصل عددها في منطقة مكةالمكرمة إلى 34 مركزا توجد بها الأجهزة, أو عن طريق مكاتب التسجيل والتفعيل، حيث وصل عددها إلى 12 مكتبا, أو عن طريق التفعيل عن طريق المصارف التي يصل عددها إلى ستة مصارف. وكانت وزارة الداخلية في السعودية قد أبلغت جميع الجهات الرقابية قبل فترة بالبدء في حملات تنظيمية على مكاتب الخدمات العامة التي تقدم خدماتها بإنهاء إجراءات وزارة الداخلية الإلكترونية باستخدام نظام "أبشر"، سواء كانت تلك التي تسدد المخالفات على المقيمين أو المواطنين.