تشرفت قبل أيام قلائل بزيارة الرياضي المخضرم الأستاذ عبدالرحمن الدهام -شفاه الله- في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، بعد إصابته بمرض لازمه السرير الأبيض، وما زال يتلقى العلاج الطبيعي والتأهيلي في هذه المدينة الرائدة. والحقيقة، انتابتني مشاعر فياضة وأحاسيس جياشة عندما جلست بجوار رمز رياضي قدير، خدم الحركة الرياضية أكثر من 45 عامًا في المجالات الرياضية والاجتماعية والثقافية, ودار بيننا حديث عن جانب مُثرٍ من تجربته الناجحة التي تزامنت مع العصر الذهبي للكرة السعودية التي حققت العديد من الألقاب الذهبية والمنجزات الخالدة على الصعيد العالمي والقارئ والعربي، وتحديدًا في عهد الأمير الراحل فيصل بن فهد - غفر الله له -، ثم عهد الأمير الزاهر سلطان بن فهد. والدهام الذي يعد بحق وحقيقة علمًا رياضيًّا اشتُهر بتاريخ رياضي حافل بالمعطيات والمنجزات والألقاب الشخصية والتقديرية؛ فقد كانت له صوله وجولة في ميدان الرياضة السعودية قبل سنوات مضت، وكان من أوائل الحكام السعوديين الذين نالوا شرف الريادة، واختيارهم ضمن حكام دورة الخليج الأولى بالبحرين عام 1390ه، ثم بعد تجربة ناضجة في ميدان الصفارة تقلد رئاستها أكثر من 15 عامًا، وقادها بكل نجاح واقتدار، كما تم اختياره ضمن عضوية لجنة الحكام الآسيوية لكرة القدم سنوات طويلة، ثم كُلف بأمر أمير الشباب الراحل الأمير فيصل بن فهد بالعديد من المهام الإدارية والفنية والقانونية في القطاع الرياضي والشبابي، وشارك في العديد من اللجان والاتحادات والمجالس الرياضية والشبابية قبل أن يُعيَّن أمينًا عامًّا للاتحاد السعودي لكرة القدم قبل ما يزيد على عقدين ونصف العقد من الزمن, ومديرًا عامًّا لمكتب رعاية الشباب بالمنطقة الوسطى, ثم مساهمته في تأسيس لجنة الاحتراف السعودي منذ تأسيسها حتى تاريخ إحالته للتقاعد في عام 1423ه. الأستاذ عبد الرحمن الدهام شخصية اجتماعية محبوبة في الوسطين الإعلامي والرياضي.. وكما عرفته بقي صاحب خلق رفيع، وقيم أصيلة، وتواضع جم، يقابل زواره ومحبيه بكل بشاشة وابتسامة وحفاوة.. وهو صابر محتسب على ما أصابه من عارض مَرضي، سيزول -بإذن الله- بقوة إيمانه بالله سبحانه، ثم عزيمته القوية التي جُبل عليها، وشكّلت جزءًا من شخصيته المتميزة.. فكم سررت بالوقت الذي أمضيته مع تاريخ الرمز الأصيل (أبو عبد العزيز) بحكم اهتماماتي بالتاريخ الرياضي في المملكة العربية السعودية. وهو على السرير الأبيض، بعد أن سرد جانبًا منه، وبالذات في الجوانب الاجتماعية التي كان يكلف بها من الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله -، وكان من أكثر الشخصيات الريادية بقطاع الرياضة والشباب ممن حظي بثقة الأمير الراحل في جوانب إدارية وفنية وشبابية واجتماعية. وأخيرًا، خالص الدعوات القلبية لأستاذنا القدير عبد الرحمن الدهام بالشفاء العاجل، ومغادرة سرير المرض وهو يرفل بثوب الصحة والعافية.