ركزت مليشيا الحوثي والمخلوع صالح بشكل ملحوظ على تدمير المساجد والمدارس في المحافظات اليمنية التي اجتاحتها منذ انقلابها على الحكومة الشرعية. وتناغمت أهداف عصابات الحوثي التي تسعى إلى جعل اليمن يعيش عصر الجهل والتخلف كما كان قبل خمسين عامًا خلال حكم الإمامة، والمخلوع صالح لا يسعده أن ينعم اليمن واليمنيون بالعيش بكرامة في ظل ازدهار التعليم والمعرفة حتى يحكمه كما يشاء. وتظهر الإحصاءات الرسمية، الأعداد المهولة للمساجد التي فجرها الحوثيون منذ اجتياحهم للمحافظات اليمنية، والمدارس التي نسفتها مليشيا الانقلاب أو تلك التي اتخذوها ثكنات عسكرية أو مخازن أسلحة. وقال وزير الأوقاف والإرشاد اليمني الدكتور أحمد عطية خلال لقائه أمس مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في الرياض إن «مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية فجرت أكثر من 299 مسجدًا و 24 أخرى تعرضت لأضرار بليغة، فيما حوّلت 146 مسجدًا إلى ثكنات عسكرية للقتل والتدمير وتخزين السلاح». كما أكدت مصادر رسمية يمنية قيام عصابات الحوثي الانقلابية وحليفها المخلوع علي صالح بتدمير 1700 مدرسة منذ بدء المليشيات حروبها بعدة محافظات في مارس 2015م. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن وزير التربية والتعليم عبدالله لملس خلال لقائه مؤخرًا في العاصمة المؤقتة عدن مدير مكتب ال»يونيسيف» بعدن سيف الدين نمر قوله إن كل ما تم إنجازه خلال الخمسة عشر عامًا الماضية من مشروع تطوير التعليم الأساسي الذي كان يمول من البنك الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأخرى وأسفر عن بناء ما يزيد على 2000 مدرسة تم تدميره من قبل الميليشيات في أقل من عامين. وفي العاصمة صنعاء، رصد المركز الإعلامي للثورة اليمنية وهو مركز إعلامي مدني -غير حكومي- في تقرير له أن ميليشيات الحوثيين ارتكبت 279 انتهاكًا ضد العملية التعليمية في العاصمة صنعاء خلال العام 2016 فقط. وقال التقرير إن «الانتهاكات ال279 شملت خمسة محاور رئيسية هي: الطلاب، المعلمون، المدارس، المؤسسات التعليمية، المناهج». وبين أن «الانتهاكات ارتفعت وتيرتها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2016 تزامنًا مع احتجاجات موظفي المؤسسات التعليمية على تأخير رواتبهم». وأشار إلى إجبار الطلاب والمعلمين على دفع مبالغ مالية، منذ يناير الجاري، تحت مسمَّى دعم المجهود الحربي، ودعم البنك المركزي، بعد نقله إلى عدن. وذكر التقرير أن القائمين على إعداده حصلوا على وثائق رسمية تفيد بإلزام إدارة التربية والتعليم في العاصمة صنعاء المدارس بجمع التبرعات لصالح البنك المركزي في صنعاء و»المجهود الحربي». وعبر أولياء أمور الطلبة عن اندهاشهم واستغرابهم لطلبات إدارة المدارس التي يدرسون أبناؤهم بها وطلبهم منهم مبالغ مالية لما يسمى دعم البنك المركزي أو تحت ذريعة ما يسمى دعم المجهود الحربي. وذكرت المصادر أن المسلحين الحوثيين يزورون المدارس ويقيمون محاضرات لحث الطلاب على التبرع للبنك المركزي و ما يسمى المجهود الحربي. وأكدوا أن هذه الأموال تذهب لأرصدة المشرفين الحوثيين أو لقتل مزيد من اليمنيين. وأكد شهود عيان أن مجاميع من المسلحين يدخلون المدارس ويقومون بأخذ مصروف الأطفال على مرأى ومسمع من المعلمين، لافتين الانتباه إلى أن المسلحين يأخذون ما يملكه الطلاب من مال ويتركونهم يتضورون جوعًا.