أبدى المستشار بالديوان الملكي ووزير البترول والثروة المعدنية السابق، المهندس علي النعيمي، تفاؤله بمستقبل المملكة الاقتصادي قائلا: إن تنويع اقتصادنا من أهم مقومات استدامته، وبالرغم من أن النفط والغاز يمثلان دعامة أساسية لاقتصادنا، إلا أن الدولة بدأت التوسع في الاستثمار في قطاعات إضافية منها التعدين.» وحث النعيمي شباب وشابات الأعمال على تحاشي الأفكار التقليدية والاتجاه إلى الابتكار، والدخول إلى عالم الأعمال عبر مجالات جديدة غير نمطية، وطالبهم بضرورة التحلي بالنزاهة والصبر ومقاومة التحديات واتباع أساليب القيادة المرنة والاهتمام بالعاملين لديهم. وشدد على أهمية المورد البشري باعتباره رأس مال التنمية، ناصحًا الشباب والشابات بالمبادرة والسعي إلى الرزق وعدم الانتظار. وكان النعيمي قد حل ضيفًا في أولى حلقات برنامج تجربتي بغرفة الشرقية لعام 2017م البارحة الأولى، والذي حظي بحضور وزير النفط البحريني الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، ونظمي النصر نائب الرئيس التنفيذي بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وعدد من رجال وسيدات الأعمال بالشرقية. وأوضح النعيمي أن الدولة تسعى إلى تنفيذ رؤية تنموية طموحة، تُعلي من أهمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، كونها من أهم محركات النمو الاقتصادي، إذ تعمل على خلق الوظائف ودعم الابتكار وتعزيز الصادرات، مشيرًا إلى ما فطنت إليه الدول المتقدمة مبكرًا بوضع المشروعات الصغيرة والمتوسطة على قائمة أولوياتها. وقدّم المستشار بالديوان الملكي ووزير البترول والثروة المعدنية السابق، سردًا مختصرًا لتجربته منذ أن كان طفلاً بدويًا لم تعرف قدماه النعل، وعندما عرفت قدماه النعل في بداية التحاقه بالمدرسة حملها حفاظاً عليها من التلف، وتكلم حول كيفية انتقاله من رحالة وراعي غنم يطلب الماء والكلأ، إلى رجل صانع قرار على صعيد النفط العالمي، وشخصية مؤثرة في منظمة أوبك والعالم. وأضاف: ما زلت أذكر كيف قادتني الصدفة وشظف العيش، وأنا ابن الثانية عشرة، إلى العمل مراسلاً في تلك الشركة الأمريكية الجديدة (أرامكو)، وإلى الدراسة في بيروت، ثم مبتعثًا إلى جامعة ليهاي في بنسلفينيا، ثم أتبعتها بدراسة الماجستير في جامعة ستانفورد العريقة، ثم العودة إلى الوطن والتدرج في العمل في مهام ومناصب وتحديات متنوعة وعديدة، إلى أن وصلت إلى منصب الرئيس التنفيذي لأكبر شركة نفط في العالم. وعن الرياضة قال «ما زلت أمارس الرياضة وتسلق الجبال ما مكنني كثيراً من إنهاء اتفاقات نفطية كبرى مع تنفيذيين لكبرى الشركات في كل من كوريا الجنوبية وأمريكا، كنت أمارس معهم الرياضة نفسها، وهذا كان دافعا لي في تعزيز قدراتي النفسية في مواجهة التحديات والصعاب.» واستطرد النعيمي بأنه عندما كان مرافقًا لأخيه في جولاته كمراسل كان يواصل تعليمه آنذاك، متحدثًا عن أمنيته في تلك السن المبكرة، التي أباح بها لمعلمه عندما سأله عن أمنيته في الكبر، قائلاً: (أريد أن أصبح رئيسًا لشركة أرامكو)، ولكن حدث أن توفي أخوه عبدالله وهو في سن السابعة عشرة من عمره لإصابته بالتهاب رئوي، مما جعله يتحمل مسئوليات أكبر من سنه، مشيرًا إلى الدعوة التي تلقاها حينها من أحد الموظفين بأرامكو للعمل مكان أخيه، التي أصبح على أثرها موظفًا رسميًا في الشركة. وذكر أن المواقف المؤثرة في حياته، هو طرده من أرامكو بعد تسعة أشهر من توظيفه دون ذنب، وذلك بعد أن أصدرت الحكومة أنظمة جديدة للعمل تحظر على أرامكو توظيف من هم دون سن الثامنة عشرة، مشيرًا إلى تنقلاته فيما بعد بين ثلاثة وظائف لدى مقاولين سعوديين في مجال البناء، لافتًا إلى ما تركته تجربة الطرد من أرامكو وتنقلاته بين الوظائف في مجال المقاولات، ومن ثم الطرد منهم واحدة تلو الأخرى إلى عودته لأرامكو مرة أخرى، من أثرٍ كبير في حياته بأنه أدرك ذاته عن قُرب وأنه كان فطنًا سريع التكيف وكلما اعتمد على نفسه ازداد احترام الناس له. من جهته قال رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبد الرحمن العطيشان إنه من دواعي سروره أن تستهل غرفة الشرقية عامها الجديد 2017م، باستضافة المهندس علي النعيمي، الذي يحمل من التجارب والخبرات الكثير، ويُعد نموذجًا يُحتذى به في خدمة بلاده وتحمل المسؤولية والقدرة على تخطي العقبات وصولاً إلى الأهداف، مؤكدًا حرص الغرفة ممثلة في مجلس شباب الأعمال على عقد برنامج تجربتي بشكل دوري كل عام، إيمانًا منها بأهمية عرض التجارب الناجحة وتوثيقها لتكون مرجعًا يُسهم في تثقيف وصقل معرفة الشباب والشابات.