حريملاء - أحمد المزيعل / تصوير - جماز الجماز ومروان الجماز: تمثل المتنزهات الطبيعية في منطقة الرياض متنفساً لقاطنيها، خصوصاً في مواسم الأمطار واخضرار الأرض والعطل الأسبوعية والرسمية حيث يعد متنزه الشعيب موقعاً فريداً لكل مواطن ومقيم لما يميزه من ناحية القرب والمساحة وسهولة حرية التجوال، والزائر لشعيب حريملاء يلاحظ أنه قلما يخلو المنتزه من باحث عن فترة استرخاء وساعات صفاء تحيطه منظومة من الخدمات التي تعكس اهتمام الدوائر والمؤسسات الحكومية التي تقع تلك الأماكن الخلوية تحت نطاقها الإداري وضمن حلقة خدماتها. ويعد متنزه شعيب حريملاء الوطني علامة فارقة بين تلك المتنزهات، حيث توافرت له مقومات طبيعية ذات مناظر خلابة وأماكن تأسر اللب وتشرح الصدر، وهو فريد من نوعه في كثافة أشجاره وغطائه النباتي وتكوين تربته من الحصباء ومناظره الخلابة، حيث يقع المتنزه الوطني في غرب محافظة حريملاء مباشرة وعلى مسافة تقارب 75كلم من مدينة الرياض، وهو عبارة عن واديين كبيرين هما وادي أبو قتادة ووادي الياطة وهما منحدران من قمم جبال طويق المعروفة غرباً متجهان إلى ناحية الشرق، حيث يجتمعان فيما بعد في منطقة الملاقي المعروفة ومن ثم يصبّان في حوض السد مكونين بحيرة مائية تتداخل مياهها بين الأشجار هنا وهناك في منظر بديع يأسر محبي البر وهواة الرحلات. وتتكون معظم أشجار هذه الغابة من الطلح والسدر والسلم والرميثي وبعض الشجيرات الدائمة الخضرة كالعوشز والحرمل وبعض الأعشاب والنباتات البرية إضافة إلى الأعشاب الموسمية التي تكتسي بها جبالها وسهولها بعد سقوط الأمطار. وكان جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- قد أصدر في حياته أوامره لاستمرار وحماية الشعيب ثم تابع أبناؤه حمايته باستمرار، وقد حرص الأهالي كذلك على حمايته وخدمته حتى الوقت الحاضر، فموقعه الجغرافي وقربه من العاصمة الرياض جعله محط أنظار المدينة والمحافظات المجاورة لها علاوة على منظومة الخدمات المتوافرة، فالطريق معبد واللوحات الإرشادية تسهل على المتنزه الوصول إلى المتنزه، ومن ثم توفر الخدمات المساندة كالنظافة وتوفير الماء من قِبل بلدية المحافظة بجانب الحضور الأمني من قِبل المحافظة والشرطة، وكذلك (دور رجل الأعمال وأحد أبناء محافظة حريملاء الأستاذ عبدالله بن محمد الشدي، المتعهد الذي أسندت إليه مهمة صيانة وتطوير المتنزه الذي بذل جهوداً كبيرة في تحقيق رضا الكثير من المتنزهين، فتوحيد الدخول والخروج للمتنزه ومراقبة وحماية الأشجار والشجيرات من التعدي عليها بالاحتطاب الجائر والرعي العشوائي، كان لها أثر كبير في عودة الغطاء النباتي بشكل لافت مما يبشر ببداية الحفاظ على ثروة المتنزه من الأشجار الطبيعية التي هي من أهم عوامل الجذب للتنزه. ونختم بوصف الشاعر ابن حريملاء الأستاذ عبدالعزيز السراء حال غابة شعيب حريملاء وحاله معها حيث يقول: