بقي صاحبكم أياما مترددا ومتأملا دعوة صاحبه للدخول، ثم فكر ثم استشار واستخار، ثم دخل الأندية الرياضية من بابها الاجتماعي الثقافي، كان من حسن حظه أن دخل من بوابة (الشيخ / الشباب) في الوقت الذي يترأسه فارس شاب متحدث مثقف بطبعه، يحب الثقافة ويأنس بالمثقفين، يعشق المسرح ويشجع عليه، ويعجب كثيرا بالفن التشكيلي، ويدعم ويساند المسؤولية المجتمعية. كان الجو العام آنذاك ينذر بسحب من العمل الدؤوب والحيوية والنشاط، فكان لزاما على صاحبكم اختيار فريق العمل لرسم بوصلة الطريق في الأنشطة واختيارها، وكان هاجسه الأكبر أن يكون النادي للجميع، والأنشطة لكل الناس بمختلف ميولهم واتجاهاتهم. من أجل هذا كله، عمل ما في وسعه لتوسيع دائرة الشراكات والمشاركات، فعلاقة مع النادي الأدبي بالرياض وإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض والجامعات والكليات، يحضر الطلاب وتزور الوفود، يدخل أقوام ويغادر آخرون، حينها تبتهج النفس ويزين الخاطر. كان صاحبكم وزملاؤه يواصلون العمل بالعمل والخطة بالتخطيط، اليوم عرض مسرحية، وغدا معرض للفن التشكيلي، يوم الأربعاء مهرجان ثقافي، ومساء الخميس معرض لهواة فن التصوير، والجمعة ليست إجازة بل لقاء للأيتام ومسابقة للقرآن. أما الحدث الذي لاينسى وأحدثكم عنه الآن فهو ما أسميناه (لقاء المثقفين) حين دعا صاحبكم جمعا ومجموعة من مثقفي الرياض لزيارة (نادي الشباب) والاطلاع على تجربة (الشباب) ورؤية نتاجهم وإنتاجهم، الفكرة كانت جميلة والقلق كان من الاستجابة ورد الجواب، لكن المفاجأة الحضور والتفاعل والحديث والأحاديث عن الرياضة والثقافة إذ يلتقيان. شارك وحضر ربان الثقافة في وزراة الثقافة – في ذلك الوقت - عبدالعزيز السبيل، بالإضافة إلى أستاذي القديرين: محمد الربيع ومحمد الفاضل، ومن النادي الأدبي في الرياض سعد البازعي وعبدالله الوشمي، كما حضر آخرون من مثقفي المملكة: حمد القاضي وإبراهيم التركي وعبدالكريم الزيد وعبدالله الماجد ومحمد المشوح وتركي الناصر السديري وعبدالله الضويحي ومحمد القشعمي ونايف رشدان ومحمد الرصيص. في البدء، التقى المثقفون بأعضاء مجلس الإدارة فكان اللقاء حميميا، ثم الحفل الخطابي وعرض الأنشطة والبرامج حينها تحدث صاحبكم عن البداية لدخول (الشباب) مترددا على استحياء بعد استخارة واستشارة أستاذيه محمد الربيع ومحمد الفاضل اللذين شجعاه ودفعاه فلم ينس شكرهما، والشكر لهما في ذلك الوقت وكل الأوقات. ثم دشن المثقفون في ذلك اللقاء إصدارات بعض الكتاب حتى إنه يخيل للحاضرين أنهم في حي الملز في ردهات النادي الأدبي بالرياض وليسوا في حي الصحافة؛ حينها وقع تركي الماضي على مجموعته القصصية (سكيرينه) للزوار ولضيوف النادي، بالإضافة إلى الروائي سعود الشعلان الذي وقع على روايته (مهل)، وأيضاً الشاعر صالح الهزاع وديوانه (كتب الحب علينا). إن نسي صاحبكم فلن ينسى ما قاله صاحبنا الأديب الأريب إبراهيم التركي: إنه لأول مرة يدخل ناديا رياضيا في الرياض، وإن علاقته بالأندية الرياضية كانت تعود إلى أكثر من ربع قرن مضى عندما كانت تعرض سينما في الأندية الرياضية، وكان يرتادها ضمن كثير من الناس في ذلك الوقت؛ لأن الأندية الرياضية من خلال شاشاتها السينمائية كانت متنفسا لسكان مدينة الرياض، كما أن أديب الرياضيين وصاحب كتاب (الرياضة في الإسلام) القدير تركي الناصر السديري خط قلمه مقالا أنيقا في جريدة الشرق الأوسط حول تلك الزيارة. مازالت أصداء ذلك اللقاء ترن في خاطر صاحبكم، وسيبقى يفخر ويفاخر بتلك المناسبة فكرة وأسماء وحدثا وأحاديث، فهل يحق له الآن أن يشكر مرتين وثلاثا كل من خطط وحضر وشارك؟ نعم، هو يقولها الآن، وهو ليس هنا يدعو أن تكون الأندية الرياضية ملاذا للثقافة، لكنه يأمل للرياضة والرياضيين بثقافة ولياقة ولباقة عالية. كانت تلك فترة (الشباب) فهل يعي الشباب ؟ الشباب طاقة..