لا تزال مختلف الأوساط الرسمية والإعلامية والشعبية تولي اهتماما متواصلا بمعرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية- روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» الذي افتتحه -مؤخرا- صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومعالي السيد لو شو جانج وزير الثقافة في جمهورية الصين الشعبية، في المتحف الوطني بالعاصمة الصينيةبكين. وأشاد وزير الثقافة في جمهورية الصين الشعبية لو شو جانج بالمعرض وما يحويه من قطع تبرز البعد الحضاري والإرث التاريخي للمملكة، وأكد أن المعرض يمثل تعزيزاً للعلاقات الحضارية والتراثية والثقافية، خصوصاً أن البلدين لهما تراث عظيم، وأن الصينيين يحبون الحضارات ويحترمون أهلها. وذكر في تصريح صحفي أن المعرض يمثل فرصة نادرة للجمهور الصيني وللمتحف الصيني، وهو يفتح صفحة جديدة للتعاون التراثي والثقافي بين الدولتين، مشيرا إلى أن هذه تعد المرة الأولى التي يقام فيها مثل هذا النشاط المهم في تاريخ التعاون بين الدولتين في مجال الآثار، والمرة الأولى التي تقيم فيها المملكة العربية السعودية معرضاً للآثار السعودية في الصين. وأكد وزير الثقافة الصيني ثقته أن المعرض سيجذب الآلاف من الزوار الصينيين لمشاهدة القطع الأثرية المميزة والتعرف على الكنوز الأثرية التي تبرز حضارات الجزيرة العربية. كما قام معالي وزير السياحة الصيني لي جينزاو بزيارة المعرض تلبية لدعوة رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، حيث اطلع على كل القطع المعروضة، وعبر عن إعجابه الشديد بالمعرض وحسن تنظيمه والرسالة التي يحملها عن الجزيرة العربية وما أتاحه للصينيين من فهم للعمق الحضاري للمملكة العربية السعودية بوصفها شريكاً اقتصادياً وثقلاً سياسياً مهماً. ويحظى المعرض باهتمام خاص من جانب وسائل الإعلام، حيث أوردت الكثير من الصحف والقنوات التليفزيونية تقارير دورية عنه ويرتاده يومياً مئات الزوار الذين عبروا عن إعجابهم الشديد به. كما نقلت وسائل الإعلام الكثير من الأصوات التي تعبر عن الإعجاب والدهشة حيال عراقة وروعة القطع الأثرية المعروضة، حيث قال الطالب الجامعي تشين تونج لوكالة الأنباء الصينية أثناء زيارته للمعرض إن «هذه الآثار تطلعنا على أن شبه الجزيرة العربية كانت حاضرة بقوة في الحضارة البشرية من قديم الزمان وأن سكانها خلقوا حضارة متقدمة، لم أكن أعرف الكثير عنها من قبل». كما ذكرت وسائل الإعلام الصينية أن هناك المزيد من الدلائل التي تشير إلى قدم وعراقة العلاقات بين الطرفين. وأشارت إلى أن علماء الآثار الصينيين والألمان عثروا في أوائل يناير الجاري على نقوش يعتقد أنها لخيول عربية مرسومة على لوحات صخرية يرجع تاريخها إلى ما قبل ألفي عام في جبال ينشان الواقعة شرق الصين.