في هذا الوقت العصيب على الأمة العربية والإسلامية؛ إذ تتعرض للفتن والتحديات، ويواجه وطني - كونه قِبلة الإسلام وموطن الريادة - التحدي الأكبر، وتتوجه إليه أسهم الحقد والحسد والعداء من كل الاتجاهات؛ ما يجعل الجميع على ثغرة واحدة ومسؤولية مشتركة. ولا يوجد أسوأ من هذه الحرب السرية والفتن الخفية التي تدخل من وسائل التواصل الاجتماعي، ومن رسائل الظلال التي يبثها دعاة الفتنة، الذين يحاولون خلخلة النسيج الوطني المتلاحم الذي يُعد أنموذجًا في اللحمة بين المواطن وقيادته. وهنالك من يغير الأمور على غير حقيقتها، ويحاول تمرير حيله المريضة نحو المجتمع؛ ما يجعلنا أمام جبهات عدة. وكما أن هنالك جنودنا المرابطين بأرواحهم وأنفسهم على حدود الوطن، وهم يذودون عن الأرض والإنسان في هذا الوطن الحبيب، فإن الوطن كله أمام مسؤولية مهمة جدًّا، هي التصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار، وزرع القلق بين الأنفس. ونحن أمام ذلك على كل مواطن بمختلف موقعه وعمره رسالة وطنية مهمة، يجب أن يؤديها في منزله وفي حيه وكل مناحي حياته، وفي كل تعاملاته ونشاطاته، وأن يظل الوطن الاهتمام الأول؛ فهو أرض الأمن ومنبع الأمان. فمن جاءته رسالة توعوية عليه أن ينشرها، وأن يوظف بثها بروح الوطنية المشتركة، وأن ينميها بين أبنائه وأصدقائه ومجتمعه عن حب الوطن ورفع مستوى التكاتف في بث رسائل الطمأنينة والأمان، ونشر رسائل الدعم الوطني بين أفراد المجتمع، وأهمية رفع المعنويات، ووقف أي رسائل تدعو إلى الخوف من الأوضاع، أو تنشر الفتنة، والحرص على معرفة وفهم أبعاد مثل هذه الرسائل، وأهداف من يرسلها. على أئمة المساجد دور مهم في التوعية بأضرار تناقل الرسائل الهاتفية وما تتضمنه وسائل التواصل الاجتماعي من رسائل مغرضة.. على أن يتم تكثيف هذا الوعي ورفع مستوى الفهم بين كل أفراد المجتمع. وعلى المدارس والجامعات تكثيف الفعاليات المختلفة التي تعزز اللحمة الوطنية والبناء الوطني من خلال وقوف الطلاب والطالبات مع أسرهم في ردع أي فتن، وأهمها تلك الخفية بين طيات التقنية، التي تستغل ثورة المعلومات لتمرير حيلها؛ حتى لا يكون هنالك أي ثغرة، ولترد الفتنة في نحر من خطط لها أو شاور عليها أو حرض عليها. الكل مسؤول، وجميعنا درع ضد البغاة.. الكل جندي عن هذه البلاد ومع قيادتنا الرشيدة التي وفرت كل شيء لأمن وأمان الوطن والمواطن. على الجميع أن يكون دفاعًا وطنيًّا، وليعلم كل مواطن ومواطنة أنهم مسؤولون أمام ما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي وما تحيكه فلول الفتن من ظلال وتدبير؛ حتى يقف الجميع بحزم في إطار نشر المفيد، وبث روح التعاون واللحمة الوطنية الهادفة، ومنع ووقف كل رسائل الفتنة وردعها، ومنع تداولها، بل تغييرها وتحويلها إلى دفاع عن الوطن من خلال تعاون وطني شامل بين كل الشرائح، ووفق كل وسائل الدفاع ضد كل عدوان أيًّا كان نوع هذا العداء.