هو «مايسترو التغيير والإصلاح».. يملك قدراً كبيراً من الثقة.. هو من قدم أقوى قضية لبلاده.. بشكل أكبر من أي مسؤول سعودي فعل ذلك.. استعد في مرحلة مبكرة من حياته السياسية لمواجهة أصعب المشاكل.. هو الشخصية الشفافة.. ذو المهارات الفريدة والدبلوماسية.. هو من يؤمن أن عملية تعزيز الإصلاحات.. لن تتم إلا باستفادة المملكة من طاقات شبابها. بتلك العبارات.. ختمت مجلة (فورين أفيرز FOREIGN AFFAIRS) الأمريكية.. إحدى أهم المجلات السياسية عالميا.. لقاءها الخاص مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.. إذ وضع سموه النقاط على حروف ملفات مهمة.. وتحديات كبيرة.. ولسان حال سموه يقول لا بديل عن الإصلاح.. والقادم أفضل. الوهابية فقد أبدى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «دهشته» من الربط بين الوهابية والإرهاب، مؤكداً سموه أن ثمة سوء فهم عميق لدى الأمريكيين وغيرهم تجاه ذلك. وأكد سموه في حديث لمجلة ( فورين أفيرز FOREIGN AFFAIRS ) الأمريكية، أن التشدد لا علاقة له بالوهابية التي نشأت في القرن الثامن، وقال: «إذا كانت الوهابية نشأت منذ ثلاثة قرون فلماذا لم يظهر الإرهاب إلا الآن؟». المملكة عانت من الإرهاب وأشار سمو ولي ولي العهد إلى أن المملكة عانت من الكثير من الهجمات الإرهابية في مختلف المناطق، وواجهت عمليات كثيرة بضربات استباقية لقوات الأمن السعودية، كما أن المملكة حليف رئيسي في حملة مكافحة الإرهاب العالمية وخصصت موارد مالية وعسكرية كبيرة لدعمها. «جاستا» وفي شأن آخر أعرب سمو ولي ولي العهد عن ثقته في قدرة المسؤولين والمشرعين الأمريكيين للتوصل إلى حل عقلاني في ما يتعلق بقانون «جاستا». وبين سموه أن تولي رجل أعمال رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية سيركز على عرض الاستفادة من الفرص الاقتصادية السعودية ضمن رؤية 2030، كما أنه يرغب في استئناف والتوسع في الحوار الاستراتيجي بين البلدين. إيران وتطرق سمو ولي ولي العهد إلى إمكانية فتح قناة اتصال مباشرة بين المملكة وإيران، حيث أكد سموه أنه لا يمكن الوصول إلى نقاط مشتركة مع دولة تقوم بتصدير «أيديولوجيتها» الإقصائية وتنخرط في الإرهاب وتنتهك سيادة الدول الأخرى، مشددا سموه على أن المملكة ستخسر إن أقدمت على التعامل مع إيران، أمام عدم التزام طهران بتغيير نهجها. مكائد «داعش» ورأى سموه إمكانية هزيمة التطرف والتصدي لمكائد تنظيم «داعش» الإرهابي، من قبل دول قوية كالمملكة ومصر وتركيا والأردن. وأشار سموه إلى أن المملكة التزمت بمحاربة التطرف في القارة الإفريقية من خلال الشراكات مع المنظمات الدولية حين رأت أن لتنظيم «داعش» الإرهابي فرصة للازدهار في إفريقيا. «التطرف المحلي» وفي جانب «التطرف المحلي»، أشار سمو ولي ولي العهد إلى أنه يتذكر بوضوح الحقبة «المظلمة» عندما قام «ابن لادن» وأتباعه بحركة تمرد «قاتل» في المملكة بعد غزو الولاياتالمتحدة للعراق، ويتذكر تلك الحقبة التي وصفها ب»المظلمة»، مؤكداً أن تمرد تنظيم القاعدة سُحق على يد الرجال. رجال الدين وأبان سمو ولي ولي العهد أنه يتم حالياً إشراك وتقسيم وتحويل رجال الدين في المملكة باستخدام المبادئ التي بُنيت على القرآن الكريم وعلى تعاليم السنة النبوية في حياة النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته رضوان الله عليهم، مبينا أن نسبة المتشددين في المملكة قليلة. وأضاف سموه أن جهود الإصلاح سوف تنجح في جذب العديد من صفوف المتشددين، مستشهدا بإقالة الشيخ سعد الشثري من منصبه في هيئة كبار العلماء إثر تحديه لإصلاحات في فترة حكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، بينما يعمل الشثري الآن مستشاراً للديوان الملكي، وهو أحد المؤيدين للإصلاحات حالياً. «من المجلة FOREIGN AFFAIRS» المجلة الأمريكية «FOREIGN AFFAIRS» التي تصدر شهرياً عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، أشارت إلى أن لغة جسد الأمير محمد بن سلمان تعكس أنه يملك قدراً كبيراً من الثقة، ويتبنى قضية بلاده بشكل قوي، وهو أمر لم يفعله أي مسؤول سعودي من قبل، ويدير صندوق الاستثمار الوطني ومجلس الشؤون الاقتصادية، ويتقلد منصب ولي ولي العهد ووزير الدفاع، ومستعد في مرحلة مبكرة من حياته السياسية لمواجهة أصعب المشاكل. عكس المسؤولين العرب ورأت المجلة الأمريكية أن سمو ولي ولي العهد محق فيما يتعلق بالعلاقات السعودية - الأمريكية التي لم تشهد تعافياً كُلياً منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وفي الوقت ذاته رأت تمتع سموه بالمهارات والدبلوماسية والتواصل والشخصية الشفافة، وعلى عكس العديد من المسؤولين العرب ليس لدى سموه أي حساسية أو انتقادات تجاه الديمقراطية الأمريكية. بناء الاقتصاد السعودي وبينت المجلة الأمريكية أن بناء الاقتصاد السعودي عملية صعبة بحد ذاتها، خاصة في الوقت الذي تخوض فيه المملكة حرباً ضد مليشيات الحوثي وأعوان المخلوع في اليمن لإعادة الشرعية، إضافة إلى قضية العنف المتزايد في المنطقة. الكفاءة والمساءلة وفي الوقت ذاته رأت المجلة أن سمو ولي ولي العهد يضغط باتجاه تطبيق ثقافة الكفاءة والمساءلة، وإنهاء البيروقراطية غير المنتجة، والتوسع في تمكين القطاع الخاص للقيام بأدوار أكبر في الاقتصاد. وأشارت المجلة إلى أنه من السابق لأوانه تقييم عمليات الإصلاح الاقتصادي التي بدأها الأمير محمد بن سلمان إلا أنه كان محقاً في الأفكار التي وضعها حول إنشاء قوة عسكرية أكثر فعالية وبناء قدرة صناعية دفاعية، كما أنه يعمل على إستراتيجية للإنتاج الدفاعي. عمل وثيق وسلطت المجلة الأمريكية الضوء على حقائق «معروفة» تكشف أن ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يعملان سوياً بشكل وثيق ويلتقيان بشكل يومي، متكأة على واقع يؤكد أن دور كل منهما يكمل الآخر، دون تداخل أو منافسة، بحكم اختلاف الملفات التي يتولاها كل منهما. تواصل مع الشباب ووصفت المجلة الأمريكية قدرة سمو ولي ولي العهد على التواصل مع الشباب ب»القدرة الهائلة»، مشيرة إلى حرص سموه للتواصل وفهم احتياجات وتطلعات الشباب السعودي الطموح، ويتناول مشاكلهم بكل شفافية، إضافة إلى إيمانه في أن عملية تعزيز الإصلاحات لن تتم إلا باستفادة المملكة من طاقات شبابها.