الأطفال بهجة الحياة وزينتها البريئة التي لا تُكمل راحتنا إلاّ بوجودهم في حرية وأمان ، ولكن مع التمدّد التكنولوجي الذي تربّع في كل مسافاتنا، أصبحتْ مشاركة خصوصية أطفالنا أمراً جاذباً ومعتاداً ، وقد وصل بالبعض إلى هوس الشهرة وحب الأضواء الذي يجعلك تدخل حياة جديدة، مع أنّ حب الشهرة فطرة توجد مع الإنسان.. إلاّ أنّ مهمة (المشهور الصغير) أن يشتغل أكثر مما يلعب !!.. وفي الآونة الأخيرة نلاحظ وجوهاً طفولية اشتَهرَ كلٌّ في مجالٍ ما، فكرت كثيراً إن كانت الشهرة حقاً تمثّل إضافة لهؤلاء الأطفال ؟! وكثيرٌ من الاستفهامات تزداد يوماً بعد يوم، فكيف نتعامل مع أطفالنا المنبهرين اليوم بالأضواء، سواءً كانوا مشاركين فيها أو متطلعين إليها، في عوالم مليئة بالتقليد والمنافسة والتحدي والمسابقات واللهث والوصول للرقم (1) وماذا لو اشتُهِروا لِ ميزة أو إبداع في ظل متاهة الأضواء وأعمارهم الصغيرة، وهل أنا كأب أو أم مؤهل لأن أحافظ على تكوين طفلي النفسي والاجتماعي والعقلي بعد الشهرة ؟ إن كنتُ مؤهلاً ووفرتُ له سبل الاحتواء، فهل سأعوّضه المراحل التي قضَمتْها الشهرة من عمرهِ الصغير؟ ليدخل في دوامة الالتزامات لتصوير إعلان أو مسابقة أو تأليف وطباعة.. أو التوتر والقلق المبكر ليتشكّل طفلي كما يريد هو لا كما تريد الشهرة ؟ كلنا نطمح لتشجيع أطفالنا لِ خوْض ما عجزنا عن تجربته ونحن في أعمارهم، مع فارق السرعة في الزمن، لذلك أخذْنا الوقت الكافي لنبني قاعدة صلبة من الاطلاع والقراءة ومجالسة الكبار حيث صعوبة وصول المعلومة، لكن في عصرنا هذا أجد أن إقحام الطفل في عوالم الشهرة إقحام له في مجتمع أكبر منه، إلا إذا كان واعياً لما سيترتّب على المدى البعيد ومدركاً قيمة النقد الذي سيصله صالحاً كان أو طالِحاً ، متفهِّماً لما سيكون.. حينها سنتفق أنّ لِ شهرة الطفل مستقبلاً أجمل بإذن الله.