بالأمس القريب وبالتحديد يوم الأحد الموافق 19 من ربيع الأول عام 1438، فجعنا بوفاة الشيخ الدكتور عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز الحلاف، أحد أعيان مكة ووجهائها، وعلمائها، عن عمر يناهز السابعة والسبعين، وقد أديت الصلاة عليه- رحمه الله- بالمسجد الحرام بعد صلاة العشاء إثر مرض لم يمهله طويلاً، وقد كان أحد رجال التعليم في صغره، ثم واصل دراسته بدار التوحيد بالطائف، ثم في كلية الشريعة، والتحق بالدراسات العليا حتى حصل على شهادة الدكتوراه، وكان - رحمه الله- خلال دراسته يحضر دروس العلماء في المسجد الحرام، وتولى الإمامة في مسجد المعابدة بمكة إماماً وخطيباً، ثم إماماً وخطيباً في مسجد الأمير أحمد بن عبد العزيز بالرصيفة بمكةالمكرمة، وصار رحمه الله مرجعاً لأهل مكةالمكرمة في الفقه والفرائض، وكان يرأس لجان التعاقد لجامعة أم القرى، كما تقلد لجنة اختيار الأئمة والخطباء في وزارة الشؤون الإسلامية بمكةالمكرمة. طلب منه رحمه الله التدريس في المسجد الحرام، وكذلك طلب منه أن يكون قاضياً لأهل مكة، ولكنه - رحمه الله- رفض كل هذا تورعاً منه وكان الشيخ الحلاف رجلا من خيرة الرجال نزاهة وكرماً ونبلاً وحسن خلق، وخير البشر في هذه الحياة ان تبقى ذكراه الحسنة خالدة بأفعاله وأعماله. والشيخ الحلاف -رحمه الله- عرف عنه كثرة الإنفاق وكان مواسياً للضعيف والمسكين والفقير ابتغاء وجه الله. كنت أراقب رحيل موكب جنازتكم المهيب، وذرفت العيون دمعاً على فراقك، وإنا على فراقك يا أبا محمد لمحزونون، لقد كانت قراءتك للقرآن الكريم مؤثرة وصوتك شجياً وخطبك رائعة، لقد كنت مربياً للأجيال، وتخرج على يديك الكثير الذين شهدوا لك بإتقان العمل، والاهتمام بأداء الرسالة. فالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، حكم على هذه الدار بالفناء، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وخالقنا، الحمد لله على قضائه وقدره، ولله الأمر من قبل ومن بعد. وستبقى رحمك الله حاضراً بيننا وفي قلوبنا ومعنا، فرحمك الله يا أبا محمد وجمعنا بك في مستقر رحمته اللهم آمين. عزائي إلى أسرته الكريمة الشيخ محمد، والمشرف والتربوي سعود، والمعلم عبد الرحمن والمعلم اسامة، والشيخ الدكتور هشام، وزوجته وبقية أبنائه.. أسأل الله العلي القدير أن يمن على الجميع بالصبر والسلوان، وأن يجبر عزاء الجميع.