عُقدت ندوة علمية نظّمتها «المجلة العربية» بالتعاون مع مركز الملك فهد الثقافي ضمن برنامجه الثقافي الأول، الذي انطلق هذا الموسم 2016- 2017م، وهي الندوة التي وجّه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي بإقامتها فورَ وفاة الدكتور عبد الله العسكر، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في مدينة الإسكندرية، وهو خارج من مكتبتها، عائداً إلى القاهرة. تحت مسمى «الوفاء والعرفان للدكتور عبد الله العسكر» - رحمه الله - أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود وعضو مجلس الشورى، وذلك يوم الأحد بتاريخ 12-3-1438ه الموافق 11-12-2016م، في مركز الملك فهد الثقافي، بحضور أهل الفقيد وأسرته الكريمة وأولهم ابنه نايف بن عبد الله العسكر، وعدد من زملائه الأكاديميين والباحثين، وعدد من أصدقائه ومحبيه، وطلابه وطالباته في مرحلتي الماجستير والدكتوراه. بدأت الندوة بآيات من القرآن الكريم ثم عُرض فلم وثائقي عن الراحل الدكتور عبد الله العسكر - رحمه الله - تضمن حياته وسيرته وابرز إنجازاته ومحطاته منذ الولادة حتى وافته المنية - رحمه الله وغفر له- بعدها عرضت الأوراق العلمية للمشاركين في الندوة وهم: 1/ د. عبد العزيز الهلابي.. تحدث عن عبد الله العسكر مؤرخاً، 2/ د. محمد خير البقاعي .. تحدث عن عبد الله العسكر مترجماً، 3/ د. إبراهيم البعيز.. تحدث عن عبد الله العسكر الكاتب الصحفي، 4/ د. عبدالرحمن المديرس.. تحدث عن جوانب إنسانية من حياة عبد الله العسكر. تلت الجلسة العلمية حوار مفتوح عبارة عن كلمة ألقاها أحد تلامذة الدكتور - رحمه الله - وهو محمد العسكر، ثم قصيدة للشاعر محمد الجلواح في الدكتور عبد الله العسكر، ثم اختتمت الندوة بتكريم ابنه نايف بن عبد الله العسكر - حفظه الله- والمشاركين في الندوة، وكان من نتاج وثمار هذه الندوة فيلم وثائقي بالإضافة إلى إصدار كتاب خاص باسم (عبد الله العسكر الإنسان المؤرّخ)، وتم تقسيم الكتاب إلى أربعة فصول: الفصل الأول يتضمن تعريف موجز بحياة الدكتور عبد الله العسكر ومسيرته العلمية والأكاديمية والثقافية، بالإضافة إلى سرد جميع مؤلفاته ومترجماته، وكذلك أبحاثه التي نشرها في عدد من الدوريات والمجلات المحكمة ليكون مرجعاً لمن أراد الرجوع إلى تلك الكتب والمترجمات والبحوث في أماكنها، كما تضمن الفصل الأول مسرداً آخر تضمن الأوراق العلمية التي ألقاها الدكتور عبد الله العسكر في ندوات ومؤتمرات في داخل المملكة وخارجها، وكذلك المحاضرات التي ألقاها في عدد من الجامعات والمنتديات والأندية الأدبية، ووضع في آخر الفصل قائمة بعناوين مقالاته الصحفية التي نشرها في صحيفة الرياض ومجلة الشورى. الفصل الثاني من الكتاب تضمن أوراق الندوة العلمية، وهي أوراق قُدّمت من عدد من الأكاديميين الباحثين، الذين تناولوا الراحل من جوانب مختلفة من عطاءاته وهم كما ذكرنا سابقاً الدكتور عبد العزيز الهلابي، والدكتور محمد خير البقاعي، والدكتور إبراهيم البعيز، والدكتور عبد الرحمن المديرس، وضم الفصل الثالث عدداً من المقالات الصحفية التي كتبها عدد من أصدقائه ومحبيه وتلاميذه نشرت في عدد من الصحف السعودية، ولم ينشر كل ما كتب عنه إنما المقالات التي تضمنت معلومات مفيدة وجديدة عن الراحل، أما الفصل الرابع تم نشر عدد من الصور التي توثق محطات من مراحل عمره الذي بلغ الخامسة والستين عاماً. وهذا ليس أول إصدار عن المرحوم فقد صدر كتاب آخر له من دار الثلوثية التي أقامت ليلة خاصة، عن (العسكر فقيد المجتمع الثقافي والعلمي السعودي) العنوان الذي عنونته بمقالتي المنشورة في صحيفة الجزيرة ثم في الكتاب الذي صدر عن الراحل - رحمه الله - وهو عبارة عن طباعة جميع ما كتب عنه رثاء وشعراً ونثراً في الصحف السعودية، والكتاب خطوة فيها من الوفاء للراحل، والشكر موصول لمن جمعها واعتنى بإصدارها الدكتور محمد المشوّح ودار الثلوثية، وأسعدني وجود مقالتي في الكتابين وتسطير اسمي في قائمة الرجال الأوفياء للدكتور عبد الله العسكر. شعور جميل ومريح أن ترى هذا الزخم من المقالات والندوات والكتب التي أُلفت لرجل رحل إلى السماء، وتتفكر بنفس الوقت ماذا فعل هذا الرجل حتى يضع هذا الأثر بعد رحيله، بالتأكيد أنه أمر ألهي يختبر صبرنا سبحانه وتعالى في رحيله، وفي الختام عزاؤنا لكل مصاب بحزن رحيل الدكتور عبد الله العسكر - رحمه الله - لابنه نايف ووالدته - حفظهما الله- ولكل أكاديمي وباحث وطالب من طلاب وطالبات الدراسات العليا خصوصاً من كان له الأثر والبصمة في مسيرته البحثية. نحن سعداء حتى في فقدانه لأن رحيله وضح محبة الله له، حيث جعلنا شهود الله في أرضه لمحبته والوفاء له حتى بموته، يا رب ارحم عبدك عبد الله العسكر، واغفر له وأسكنه فسيح جناتك، واجعل ما نشره وألّفه وساهم في ترجمته، وما فعله من مساعدة للطلاب والطالبات درجات مرفوعة له في جنة النعيم.. اللهم آمين والحمد لله رب العالمين..