الآن، أصبح رجل الأعمال، دونالد ترمب، هو الرئيس الأمريكي رسميا، بعد أن اجتمع أعضاء المجمع الانتخابي، في عواصمالولايات الخمسين، ومقاطعة واشنطن دي سي، يوم الاثنين الماضي التاسع عشر من ديسمبر، وصوتوا لانتخابه، ورغم أن العادة جرت على أن يكون هذا إجراءً روتينيا، لا يتابعه أحد، ولا تغطيه وسائل الإعلام، إذ يصوت أعضاء المجمع الانتخابي، طبقا للتصويت الشعبي، إلا أن الأمر كان مختلفا هذه المرة، لأن انتخابات هذا العام كانت مختلفة، بسبب فوز المرشح المثير للجدل، دونالد ترمب، ولذا فقد قامت مظاهرات واسعة، أمام مباني عواصمالولايات الخمسين، على أمل أن يقنعوا أعضاء المجمع الانتخابي بعدم التصويت لترمب، كما غطت وسائل الإعلام الحدث بكثافة، ومثلما كانت هناك حالة فرح عارمة من أنصار ترمب، كان خصومه المتظاهرين في غاية الإحباط والغضب واليأس. لم تكد تغيب شمس الاثنين الفارط، حتى صوت أعضاء المجمع الانتخابي لصالح ترمب، وأصبح هو الرئيس الأمريكي القادم رسميا، ولكن التصويت لم يجر وفقا للتصويت الشعبي تماما، وقد حصل ذلك بطريقة مشوقة، وعكس التوقعات، ففي ولاية تكساس، التي صوتت شعبيا لترمب، وكان المفترض أن يصوت كل مندوبيها في المجمع الانتخابي له (وعددهم 38 مندوبا)، انشق اثنان منهم عن ترمب، وصوت أحدهما لحاكم ولاية أوهايو، الجمهوري جون كيشك، والآخر لعضو الكونجرس السابق من تكساس، الجمهوري رون بول، وما عدا هذين المندوبين، لم يحصل أي انشقاقات أخرى في كل الولايات الأخرى، والتي صوتت شعبيا لترمب هذا، ولكن المفاجأة الأعظم، هي أنه حصلت انشقاقات أكبر على هيلاري كلينتون، فماذا حدث؟!. رغم أن كل التظاهرات حصلت، طمعا في انشقاق جزء من أعضاء المجمع الانتخابي عن ترمب، إلا أنه لم ينشق عنه إلا اثنين، كما أسلفنا، في الوقت الذي انشق أربعة من أعضاء المجمع الانتخابي لولاية واشنطن، وواحد من ولاية هاواي عن هيلاري!!، فمندوب هاواي المنشق، أعطى صوته لغريم هيلاري، الديمقراطي برني ساندرز، أما الأربعة الذين انشقوا عن هيلاري، في ولاية واشنطن، فقد صوت ثلاثة منهم للجنرال المتقاعد، رئيس هيئة الأركان ووزير الخارجية السابق، كولن باول، وصوت الرابع لناشط شهير من الهنود الحمر، ولا يراودني شك في أنكم تتساءلون عن طبيعة هذا النظام الديمقراطي العجيب، والمعقد للإمبراطورية الأمريكية، والذي كثر تذمر الأمريكيين منه، وكثرت المطالبات بتغييره، خصوصا بعدما خسرت هيلاري كلينتون الرئاسة، رغم فوزها بأكثر من مليوني صوت في التصويت الشعبي، ولهذا سأعود للكتابة عنه مرة ومرات، في المستقبل!