يسدل «معرض جدة الدولي للكتاب» يوم الغد الستار على نسخته الثانية 2016م التي تشهد مشاركة (450) ناشراً يمثلون (30) دولة، ويعرضون أكثر من مليون عنوان ما بين ورقي تجاوزت ستمائة ألف عنوان، وما بين العناوين الإلكترونية، إلى جانب ما تشهده (6) منصات توقيع من تدشين (132) كتابا، يوقعها من المؤلفات (115) مؤلفة، إلى جانب ما صحب المعرض من برامج ثقافية مصاحبة، شكلت في مجملها الأعراف الدارجة في تنظيم المعارض، وجاء الطفل والأسرة، في مقدمة بعض الورش التدريبية.. إلى جانب البرنامج الثقافي الذي عادة ما تدور موضوعاته حول هموم المؤلف والناشر، إلى جانب أمسية شعرية، وأخرى سردية، إضافة إلى الإيوان الثقافي. «الثقافي».. الأقل حضور والأكثر انتقادًا! يعد «البرنامج الثقافي» من أبرز أعراف البرامج المصاحبة لمعارض الكتب الدولية، على الرغم من أنه لا يزال يسجل بين معرضي كتاب الرياضوجدة ضعفاً في الإقبال عليه مقارنة بالورش المصاحبة التي تعتمد تقديم الدورات التدريبية في نواحٍ معرفية مختلفة، ومع أن موضوعات البرنامج الثقافي جاءت مواكبة لأبرز المستجدات المصاحبة لحركة التأليف والنشر، مستحضرة العديد من قضايا الفنون الأخرى، وفي مقدمتها: الإعلام الثقافي، المسرح، صناعة النشر، قرصنة الإنترنت وحقوق المؤلف.. وغيرها، إلا أن انطلاقة البرنامج لم تخل من غياب إعلان ندوات البرنامج في الأيام الأولى من المعرض، وغياب بعض المشاركين، ما أربك سير البرنامج الذي تم الإعلان عنه بشكل كامل رابع أيام المعرض، إلا أن البرنامج الثقافي رغم قلة الإقبال عليه لا يزال الأكثر انتقاداً في كل دورة بين معرضي الرياضوجدة. «ناشرون»: لا.. لتراجع الأرباح! في الوقت الذي يجمع فيه الناشرون العرب على أن معرض الرياض الدولي للكتاب، يليه معرض جدة يمثلان موسماً «نوعياً» يترقبه الناشرون لعرض إصداراتهم، في ظل ما يشهده المعرضان من إقبال القارئ السعودي على اقتناء الكتاب، إلا أن بعض الناشرين لم يبد تفاؤله بالمعرض في هذه الدورة، معيداً ذلك إلى تراجع الإقبال على شراء الكتاب خلال منتصف فترة المعرض، مقارنة بالأيام نفسها في الدورة الماضية، ما جعل من حالة تذمر بعض الناشرين مثار استغراب، أمام تجاهلهم عدداً من العوامل المؤثرة بشكل مباشر في وجود مساحة من التراجع السنوي التي لا تزال تشهدها معارض الكتاب عربياً، التي يأتي في مقدمتها: جدة العناوين، جودة الطباعة، السعر، حالة التراجع التي تشهدها معارض الكتاب في ظل ثورة الرقمنة المعرفية، وتزايد قرائها من عام إلى آخر، ما جعل من مطلقي تلك الآراء عبر حساباتهم الشخصية، وكأنهم بذلك يغردون خارج سرب متغيرات المرحلة التي يشهدها النشر الورقي. «الزوار».. في كل خطوة.. صورة! أظهرت «تداولية» الستة الأيام الأولى من المعارض، كمًّا كبيراً التقاط الصور، والصور المتحركة عن طريق الحسابات الشخصية، عبر شبكات التواصل المجتمعي، التي جاء في مقدمتها: سناب شات، وتويتر، التي التقت في التقاط صور من أركان المعرض وأجنحته المختلفة، إلا أن التقاط الصورة مع الرفاق وأصدقاء الحرف ومجتمع الكلمة ظلت الأكثر شيوعاً في حسابات زوار المعرض، فيما تلتها بمراحل متأخرة دور النشر التي تسوق لإصداراتها عبر حساباتها الخاصة، ومن خلال الزوار أنفسهم، تلا ذلك تسويق المؤلفين والمؤلفات لإصداراتهم من خلال رسائل مواعيد توقيعاتهم، ومن خلال الإعلان عنها عبر تواجدهم في دور النشر تارة، والتغريد بصورة الإصدار تارة أخرى، فيما ظلت الصور التذكارية في منصات التوقيع ضمن الأكثر تداولاً عبر شبكات التواصل. «الأدبية».. في أركان الناشرين! ستة عشر نادياً أدبياً، كان المتوقع أن تشكل جناحاً كبيراً مجتمعة أو متقاسمة مساحته حسب احتياجها بين معرضي الرياضوجدة، إلا أن أغلب الأندية الأدبية اتجه من خلال الثلاثة المعارض الماضية إلى الاكتفاء بالمشاركة بالإصدارات «الجديدة» من خلال الناشرين المشاركين في المعرض، الأمر الذي جعل حضور الأندية مقصوراً على إصداراتها الجديدة، ومرتبطاً بمشاركة الناشر من جانب آخر، الأمر الذي يضع الأندية الأدبية أمام مزيد من صور المفارقات تجاه المؤلف، والباحثين عن الكتاب، واستغلال الناشر، وإعادة النظر في وضع آلية لمشاركة الأندية في معرضي الرياضوجدة من خلال إدارة الأندية في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، إذ إن قطبي المشاركة يتعلقان برسوم المشاركة من جانب، وببحث الأندية عن ناشر يعطي دعاية للمؤلف ويسوقه عربياً ويتم من خلاله المشاركة في الرياضوجدة من جانب آخر.