في لقاء خاص بالجزيرة مع «إسترون إستيفنسون» الذي كان عضواً في البرلمان الأوروبي عن إسكتلندا من عام (1999 إلى 2014)، ثم أصبح رئيس لجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي من عام (2009 إلى 2014) ثم أصبح رئيس مجموعة أصدقاء إيران الحرة في البرلمان الأوروبي من عام (2005 إلى 2014) وحالياً رئيس المنظمة الأوروبية لحرية العراق (EIFA) حول البرنامج النووي الإيراني ومستقبل العراق وسياسة حكومتها الراضخة تحت سيطرة النظام الإيراني ورأي البرلمان الأوروبي في ذلك، وكما جاء في اللقاء: * ما هو رأي الاتحاد الأوروبي بشأن الحكومة العراقية الحالية؟ وهل تؤيدون سياسة نظام الملالي؟ - نحن في أوروبا نريد حكومة تعددية تمثل جميع الأعراق والأديان في العراق ولكن للأسف، بسبب التدخل المستمر للنظام الإيراني في العراق وسياسة الاسترضاء والتراخي التي يقوم بها الغرب، فقد أدت التطورات في العراق إلى حالة لا يوجد معها أثر لحكومة مستقلة حيث يهمش أهل السنة، الذين هم جزء أساسي من نسيج المجتمع، ولكن قد تم تهميشهم وقمعهم واستولى على سيادة العراق أناس مرتبطون تماماً بالنظام الإيراني الذين لا يؤمنون بالحرية ولا يعترفون بالحكومة الوطنية الشاملة، ولا يعلمون حتى ماذا تعني «إدارة البلاد» فقد بلغ الفساد الاقتصادي والمالي ذروته. وقد بلغ الفقر والبطالة مستويات غير مسبوقة وهذه كلها ترجع أسبابها إلى حقيقة العراق التي تحكمه فئة لها علاقات مع النظام الإيراني وليس من قِبل حكومة شاملة، « فقد عملت لسنوات على رأس لجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي وتابعت التطورات في العراق عن قرب وحذرت في مناسبات كثيرة عن الوضع المتدهور في العراق، وخصوصاً حول تدخل النظام الإيراني». وفيما يتعلق بسياسة النظام الإيراني، يجب أن أقول إن هذا النظام يعود إلى العصور الوسطى ومنذ وصول «الخميني» إلى السُلطة في عام 1979، استطاع أن يحافظ على السُلطة من خلال ركيزتين وهما (القمع الداخلي وتصدير الأزمات إلى الخارج والتدخل في دول الجوار في جميع أنحاء المنطقة) فمن أجل الحفاظ واستمرارية السُلطة، يقمع شعبه في إيران ومن أجل السيطرة على الأزمات الناتجة عن هذا القمع، فإنه يلجأ إلى تصدير الأزمات والإرهاب خارج حدوده والتدخل في شؤون المنطقة لذلك، من دون هاتين الركيزتين الاثنتين، فإن هذا النظام سينهار دون أدنى شك لأن بصماته واضحة في كل الأزمات الممتدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وأعتقد أن وضع حد لجميع هذة الأزمات ليس له إلا حل واحد صحيح وهو الإطاحة بالنظام الإيراني. * ما مدى الحرية في العراق بعد اجتياح الميليشيات المدعومة من إيران داخل العراق؟ - منطق إيران في التعامل مع مختلف القضايا دائماً ينطوي على اللجوء إلى العنف، وهذا يعني في كل مكان، بما في ذلك داخل إيران أيضاً ودول أخرى مثل العراق، فإنها تلجأ إلى القوة، وتصدير الأسلحة، وتصدير القتل والأعمال الهمجية والنهب والتطرف الاسلامي والميليشيات الصنيعة على يدها هي، وجاءت من أجل القتل والمجازر، كما أن التطرف الإسلامي الذي يدعو اليه النظام الايراني ويدافع عنه هو رمزه ومنبعه، فمن الطبيعي جداً أن الدولة التي تلعب فيها ميليشيات دينية دوراً رئيسياً في الحكومة فلن يكون هناك شيء من قبيل الحرية الحقيقية، وما نشهده اليوم في العراق يثبت هذا دون أدنى شك. و«الوطنيون العراقيون»، سواء كانوا من السنة أو الشيعة، يتم إسكاتهم بسرعة ولكن لا يزال القضاء العراقي أداة في يد رئيس الوزراء العراقي السابق «نوري المالكي»، والمعروف باسم القاتل رقم واحد للشعب العراقي. * ما رأيك في دور التدخل الأمريكي بالعراق، وفي نشر الفوضى والتطورات الراهنة؟ - أقدمت الولاياتالمتحدة على خطأ إستراتيجي في احتلال العراق ومما يؤسف له، والذي ضاعف هذا الخطأ مما شاهدنا خلال فترة أوباما والانسحاب العسكري الذي كان متسرعاً وسابقاً لأوانه من قِبل الولاياتالمتحدة من العراق، مما جعل الوضع أسوأ، وهذا ما أعطى فرصة وسمح لإيران بالتدخل واتباع سياسات خاصة، وبالتزامن مع غزو العراق وما بعده، فالولاياتالمتحدة على وجه الخصوص من خلال 8 سنوات هي فترة رئاسة أوباما لأمريكا مما سمح لطهران بزيادة تدخلها في العراق إلى أن أدت لذروة غير مسبوقة، حينها وضع رئيس الولاياتالمتحدة هذه الإستراتيجية في محور سياسته الخارجية، وعلى حساب إراقة الدماء التي لا نهاية لها والتي يعاني منها الشعبان العراقي والسوري وهذه نتيجة السياسة الخاطئة. * هل البرنامج النووي الإيراني يشكل خطراً بعد تهديدهم لاستئناف تخصيب اليورانيوم؟ وهل البرلمان الأوروبي موافق على البرنامج النووي الإيراني؟ - البرنامج النووي الإيراني يهدف لتعزيز هيمنة الملالي في المنطقة، ولكن ليس له أي نتيجة أخرى سوى التدمير أو الإبادة الكاملة، وخصوصاً أن إيران ستكون هي من ستُباد كأول دولة دون أن يعوا ذلك، وبالنسبة لموافقة البرلمان الأوروبي فلا أحد له ضمير إنساني في أي مكان بالعالم يوافق على برنامج إيران النووي، هذا البرنامج في أي مرحلة كانت فهو يشكل تهديداً أمنياً عالمياً خطيراً، فأحب أن أنوه على ذلك (ويجب تفكيك البرنامج بأكمله وجميع البنى التحتية وذلك من أجل عالم أكثر أمناً). وبعد الكشف الحالي الذي أحرزته المعارضة الإيرانية وتحت الضغط الدولي، اضطر النظام الإيراني بالانسحاب من طموحاته النووية وخلال حقبة المحادثات وتوقيعها للاتفاق النووي تتصور طهران بأن أبواب العالم تفتح على أسواقها فخاب ظنها وفشل النظام في هذا الصدد، ولأن الاتفاق النووي موضع جدل تلقى انتقادات حادة من الإدارة الأمريكية الجديدة، وكان تمديد العقوبات لمدة 10سنوات على إيران من قبل الكونغرس الأمريكي هي الخطوة الأولى التي اتخذت في هذا العهد الجديد. * كيف تقيم جهود وقوة تأثير المعارضة الإيرانية، ودورها في المستقبل؟ - أنا على دراية تامة بخصوص المعارضة الديمقراطية الإيرانية تحت قيادة السيدة «مريم رجوي» الذي لعب المجلس الوطني للمقاومة الايرانية دوراً مهماً والقوة الرئيسية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية الذي له دور غير مسبوق في الكشف عن الطبيعة الحقيقية للنظام الإيراني وخططه العدوانية، وهذه نتيجة عمق القاعدة الاجتماعية التي تحظى بها هذه الحركة وتوسيع انتشارها في أوساط الشعب الإيراني التي كشفت المعارضة الإيرانية عن برنامج سري للأسلحة النووية الملالي للعالم في عام 2002، وواصلت الكشف عن المؤامرات النووية والصاروخية للنظام الحاكم في إيران وكان أيضا قد كشفت عن استراتيجية خميني القمعية، والإستراتيجية التوسعية وتأجيج الحروب وهي التي حولت حالياً حملة العدالة من أجل 30000 سجين سياسي أعدموا في عام 1988 إلى قضية خطيرة لحقوق الإنسان لإيران على الساحة العالمية. وأود أن أشير إلى أن أي تحالف إقليمي ودولي ضد تدخل إيران في المنطقة سيكون له دور أساسي خصوصاً إذا كان يتضمن عنصرا إيرانيا معارضا، لأنه يشكل تهديداً عليهم، ومن جهه أخرى تجاهل المعارضة الإيرانية في التعامل مع النظام الإيراني، كما أنه يدعم نظام الملالي حينها وسيوفر المزيد من الوقت لممارسة ظلمه داخلياً وتصدير الإرهاب الدولي خارجياً.