علق اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بهدف إجلاء المقاتلين والمدنيين من شرق حلب أمس الأربعاء بعد ساعات على إعلانه وقبل البدء بتنفيذ عملية الإجلاء، واستؤنفت المعارك العنيفة والقصف في حلب. وحملت موسكو مقاتلي المعارضة مسؤولية خرق الهدنة فيما اتهمت أنقرة النظام بتأخير تنفيذ الاتفاق. وقال مصدر قريب من السلطات في دمشق إن الحكومة تطالب بالحصول على «قائمة بأسماء» المغادرين. وكان الآلاف من المدنيين ومقاتلي المعارضة انتظروا فجر اليوم وسط برد قارس بدء إجلائهم من شرق حلب بموجب الاتفاق الروسي التركي، بعدما تمكنت قوات النظام من السيطرة أخيراً على أكثر من تسعين في المئة من الأحياء التي كانت منذ 2012 تحت سيطرة الفصائل المعارضة. وأفاد مراسل فرانس برس في شرق حلب عن قصف على الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة فضلاً عن اشتباكات عنيفة، مشيراً إلى سقوط جرحى من المدنيين. ونقل مشاهدته لدبابة لقوات الأسد أثناء إطلاقها القذائف باتجاه تلك الأحياء. وأكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس اندلاع «اشتباكات عنيفة على خطوط التماس بين الطرفين يرافقها قصف عنيف». وتزامن هذا التصعيد مع إعلان مصدر قريب من دمشق تعليق اتفاق الإجلاء من شرق حلب الذي كان يفترض أن يبدأ تطبيقه فجر أمس الأربعاء. وقال المصدر «علقت الحكومة السورية اتفاق الأجلاء لارتفاع عدد الراغبين بالمغادرة من ألفي مقاتل إلى عشرة آلاف شخص»، في المقابل، أكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي، إبرز الفصائل المعارضة في حلب، لفرانس برس أن «الاتفاق الأساسي لم يتضمن تزويد النظام بأسماء المغادرين» من شرق المدينة. في موسكو، أعلن الجيش الروسي في بيان أن «مقاتلين متمردين اغتنموا الهدنة فتجمعوا عند الفجر وحاولوا خرق مواقع القوات السورية في شمال غرب حلب»، مؤكداً أنه «تم صد هجوم الإرهابيين واستأنف الجيش السوري عملياته لتحرير أحياء شرق حلب».