أصبح المسلمون في هذا العصر مستهدفين يقتلون كل يوم وعلى يد أبنائهم الذين احتكروا صفة الإرهاب فوسموا به رغم أن الإرهابيين ومن تحركهم جهات أجنبية لا تريد للمسلمين خيراً، وإنما وجدت ممن ينتمون للإسلام ومن المسلمين أدوات جاهزة لتدمير بلدانهم وقتل أهلهم والمستأمنين المقيمين بين ظهرانيهم. وشهد يوم مولد المصطفى الثاني عشر من ربيع الأول اليوم الذي يفترض أن يكون مناسبة يحتفل به المسلمون جميعاً وكل من يلوذ بهم، تحول إلى يوم دامٍ ففي خلال 24 ساعة زهقت أرواح 144 قتيلاً من المسلمين ومن المستأمنين ممن يعيشون بين ظهرانيهم، ففي مصر استهدفت الكنيسة البطرسية ملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في حي العباسية في وسط القاهرة، وقد استهدفت الكنيسة أثناء حضور تجمع كبير من أبناء الأقباط الذين كانوا يحضرون صلاة دينية معظمهم من الأطفال والنساء، وقد حدث تفجير أثناء أداء القداس، وقد ذكر في البداية أن التفجير حصل نتيجة تفجير شحنة ناسفة عن بعد تحت المقاعد الخلفية التي كان يجلس عليها النساء، فيما ذكر فيما بعد بأن الانفجار حصل إثر تفجير حزام ناسف، وعموماً سواء كان التفجير إثر شحنة ناسفة أو حزام ناسف إلا أن الجريمة كانت بشعة وغير إنسانية كونها استهدفت نساء بريئات وأطفالهن وفي يوم كان يفترض أن يكون مبهجاً للمسلمين ومن يعيشون معهم في بلد يتشاركون فيه، كما أن المستهدفين من النساء والأطفال وتم في مكان للعبادة لا يفترض أن يكون هدفاً لتنفيذ الأعمال الإجرامية، ولكن متى كان الإرهابيون يقيمون اهتماماً لدور العبادة وهم لا يلتزمون بالتعاليم الإسلامية والأخلاقية، كما أن أهداف هؤلاء الإرهابيين الذين لا يمكن حسابهم على أي دين، إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين خاصة بعد فشلهم في العديد من الحالات بعد أن أظهر المصريون تمسكهم بالوحدة الوطنية ومقاومتهم لكل محاولات إثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، كما أن الإرهابيين يسعون إلى تخريب ما تحقق من نتائج إيجابية للإصلاح الاقتصادي فتوقيت هذا العمل الإرهابي قبل بدء احتفالات الميلاد التي تستقطب عشرات الآلاف من السواح خصوصاً القادمين من أوروبا يحرم مصر من إيرادات السواح الذين لا بد وأن يتخوف البعض منهم بعد هذه العملية الإرهابية التي لن تزيد المصريين إلا تماسكاً ورفضاً للإرهاب. وفي تركيا تعرضت إسطنبول لجريمة إرهابية اختير لها (الأستاد الرياضي) لنادي بيشكتاش قتل جراءها 38 قتيلاً وسقط إضافة لذلك 155 مصاباً. أصابع الاتهام توجهت للانفصاليين الأكراد الذين يسيئون كثيراً لقضيتهم باستهداف الأبرياء والتوسع في القيام بعمليات إرهابية ضاعفت من عداء الأتراك لهم ولأعمالهم الإرهابية. في اليمن وفي عدن بالذات ارتفعت حصيلة الهجوم الانتحاري الذي استهدف معسكراً تابعاً للجيش الوطني في منطقة خورمكر وتسبب في مقتل 48 وسقوط 29 جريحاً جراء تفجير انتحاري نفسه ضمن سلسلة العمليات الإرهابية التي ينفذها انتحاريون يسعون إلى تدمير استقرار المناطق المحررة من سطوة الانقلابيين الحوثيين في تحالف شرير لتدمير اليمن. تفجيرات مصر وتركيا واليمن أضيفت لها تفجيرات في الصومال وأدى إلى مقتل 29 قتيلاً و50 مصاباً وفي نيجيريا قامت طفلتان بتنفيذ عملية إرهابية أدت إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 17 شخصاً ليكون يوم مولد رسول الهدى يوماً دامياً أصاب المسلمين بالأسى والحزن بدلاً من أن يكون يوماً للفرح.