لو كان المؤتمريون الموالون ل«علي عبدالله صالح» على سبيل التحديد يقاتلون من أجل أن يحكموا هُم، لنظرنا في الأمر، وفسّرناه على أنه أطماع سلطة تنتقم من احتجاجات 2011م.. رغم ما عليها من مساوئ وخروج على الديمقراطية التي حكمت اليمن وتعلمنا منها حقوقنا وواجباتنا، المعيب في هجمتهم وانقلابهم على الرئيس «هادي» أنهم يتمسكون بالحوثي كحاكم مطلق، وهم أتباعه المستعبدون! - حتى أن يكونوا قادته ووزراءه، فتلك أمنية مستحيلة، إذا رضي عبدالملك الحوثي بعبوديتهم فتلك في نظرهم مكرمة منه.. مكرمة عظيمة..!! - في إطار متوالية العبودية.. الحوثيون كحركة مسلحة في قبضة السلالية لا توالي عبدالملك الحوثي كإمام محلي لديه مشروعه الخاص الذي فكّر ودبّر وخطط للوصول إلى السلطة، الغريب أن تنظيم السلالة المعقد يوالي فقيه إيران، ويستخدم اليمن كمعسكر للإضرار بالأنظمة في الجزيرة العربية. - الصرخة اختراع خميني، والدعم اللوجستي والتطبيق الإداري والتقني والجهادي الذي استخدمه الحوثيون يحاكي الثورة الإيرانية ويؤكد تصديرها إلى اليمن بحسب مقتضيات الدستور الإيراني.. وهذا ما تم لولا التدخل العربي الكبير الذي أربك كل الحسابات المنتشية بسقوط صنعاء. - إذا سلّمنا بتساوي أطراف الصراع، بين الحكومة الشرعية والانقلابيين نجد أن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي هو الطرف الوحيد الذي يملك مشروعاً يمنياً خالصاً، مشروعاً وطنياً أقنع الأممالمتحدة ومجلس الأمن والدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، ودول مجلس التعاون الخليجي ودول التحالف العربي بالدفاع عنه، والقتال لأجله.. لم يكن طلب الرئيس هادي أو مشروعه قاصراً على عائلته، أو منطقته أو حزبه، بل مشروعاً كبيراً يحل عقدة السلطة المزمنة في اليمن، تلك العقدة التي سببت النزاعات والحروب الداخلية حتى أنها جرفت في طريقها كل الرؤساء الذين تعاقبوا على البلاد، شمالاً أو جنوباً، فما خرج أحدٌ من سلطته إلا مقتولاً أو منفياً. - هادي يخوض «آخر الحروب» على بقايا الشموليين الاستحواذيين من أجل المستقبل، وليس من أجله شخصياً، وذلك سر وقوفنا وبقائنا إلى جانبه، مناصرين ومؤيدين بإعتزاز وكلنا ثقة بانتصار الأمل والمستقبل على الرجعية السوداء والكهنوت البائد.