توصل منتجو النفط من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها أمس السبت إلى أول اتفاق مشترك منذ 2001 لتقييد إنتاج الخام وتخفيف تخمة المعروض في الأسواق بعد استمرار تدني الأسعار على مدى أكثر من عامين. واتفق المنتجون المستقلون أمس على تخفيض الإنتاج بواقع 558 ألف برميل يوميا بما يقل قليلا عن الحجم الذي كان مستهدفا في البداية البالغ 600 ألف برميل يوميا لكنه يظل أكبر مساهمة من الدول غير الأعضاء في أوبك على الإطلاق. ومع توقيع الاتفاق أخيرا بعد نحو عام من المداولات داخل أوبك والشكوك في مدى استعداد روسيا - غير العضو بالمنظمة - للتعاون يتحول تركيز السوق الآن إلى الالتزام بالاتفاق. ووصف المهندس خالد الفالح وزير الطاقة في حديثه للصحفيين بعد الاجتماع الاتفاق بالتاريخي وقال: إنه يعزز التعاون على المدى البعيد، فيما قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في نفس المؤتمر الصحفي: «اتفاق اليوم سيسرع من استقرار سوق النفط ويحد من التقلبات ويجذب استثمارات جديدة»، مؤكِّداً أن مساهمة روسيا في هذا الخفض ستكون 300 ألف برميل يوميا. وأضاف أن الخفض سيكون تدريجيا وأنه بحلول نهاية مارس - آذار سيقل إنتاج روسيا 200 ألف برميل يوميا عن مستوياتها في أكتوبر - تشرين الأول 2016 التي بلغت 11.247 مليون برميل وهو أعلى إنتاج لروسيا حسب التقديرات حتى الآن. ومن المتوقع أن تنفذ روسيا - التي لم تفِ قبل 15 عاما بوعود بتقليص الإنتاج جنبا إلى جنب مع أوبك - تخفيضا حقيقيا في الإنتاج هذه المرة. لكن محللين يتساءلون ما إذا كان الكثير من المنتجين الآخرين من خارج منظمة أوبك يحاولون تقديم الانخفاض الطبيعي في إنتاجهم على أنه إسهام منهم في الاتفاق. وقال نوفاك إن إنتاج روسيا سينخفض إلى 10.947 مليون برميل يوميا بعد ستة أشهر. وكانت أوبك قد اتفقت الأسبوع الماضي على تقليص الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من يناير - كانون الثاني وبلغ حجم إسهام المملكة العربية السعودية في ذلك التخفيض 486 ألف برميل يوميا.