من أول يوم أعلن فيه عن ولادة (هيئة الترفيه) كانت الأنظار تتجه إلى (السينما)، صحيح أن السينما تعتبر (فناً) وليست ترفيهاً، وهي من اختصاص وزارة الثقافة والإعلام لا هيئة الترفيه، ولكن الناس معذورة عندما تنظر (للضحك) والاستمتاع بأوقات باسمة كنوع أو شكل من أشكال الترفيه، لذا لو كنتُ مسئولاً في هذه الهيئة لتوجهت للمسارح الكوميدية الفردية، وراهنت على نجاح التجربة الشبابية السعودية، بإبرام عقود لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الشبان والشابات لتقديم هذا النوع من الترفيه الفني على أرض الواقع، مع صعوبة قيام (مسارح فنية)!. الأصل في الترفيه أنه من الأفراد وإليهم، لذا تجد أن الأفراد في أمريكا مثلاً يمتلكون النسبة الأعظم من نحو 89 ألف مشروع ترفيهي هناك، وهي بالمناسبة مشاريع تصنف (كصغيرة أو متوسطة)، فلا يجب أن ننتظر الشركات العملاقة حتى تجلب وتصنع لنا الترفيه وحدها، بل يمكن أن تكون المشاريع الفردية رافداً أساسياً للترفيه، ويمكن الاعتماد على الأفراد أو الفرق السعودية الصغيرة لصناعة الترفيه، بدلاً من استيراده بمشاهير أو فرق أجنبية، فما أجمل أن نُتيح الفرصة لشبابنا، ونصنع منهم نجوماً للترفيه والفن معاً!. في عمّان يُمكنك قراءة هذا الإعلان لثلاثة شبان (احنا فرقة عالواقف، نقدم كوميديا في مكان مغلق، وما عنا نص ولا فكرة عن شو راح يطلع معنا)، بالمقابل في بيروت استحقت (كوميديا المسارح) طوال الأعوام العشر الماضية، لقب المنصة (الأكثر ترفيهاً) وحضوراً للفنانين والسياسيين وكافة طبقات المجتمع، بل إن قنوات تليفزيونية دخلت في شراكات مع بعض هذه المسارح الشبابية لتطوير العمل الناقد والساخر، وتنظيمه أكثر لتحقيق الأرباح..!. تخيَّل أن يكون أمامك فرصة لتمضية سهرتك وتناول العشاء في أي مدينة سعودية، داخل فعالية جميلة وبتذاكر دخول (أسعارها معقولة)، يكون الحدث الرئيس فيها مسرح كوميدي (ستاند أب) أو غيره من الفنون الاستعراضية لفرق سعودية محلية، تستمتع بالفقرات الساخرة والضاحكة والكوميدية التي تُقدم، وفي كل مرة هناك عروض وأفكار مُتجددة ومتطوِّرة..؟!. قبل عدة سنوات كنتَ تفهم أن (وشوشة) منهم بجوارك تتعلق بعرض تنظمه (بشكل سري) بعض الشيء، فرقه في مكان ما، قبل أن تخرج هذه الفرق إلى اليوتيوب، ومنهم من ظهر على شاشات التلفزيون، اليوم لدينا أكثر من نادٍ للكوميديا بجدة والمدينة وغيرهما، يقدمون عروض غير منظمة، وتحتاج لتطوير أكثر؟!. برأيي أن تدَخل وإشراف (هيئة الترفيه) على مثل هذه المشاريع الترفيهية (غير المكتملة) وتطويرها، سينضج الفكرة، وسيدعم قيام مشاريع فردية ترفيهية منافسة، وهذا هو المطلوب!. وعلى دروب الخير نلتقي.