عرف المشترك اللفظي في تراثنا بما اتفق لفظه واختلف معناه، وكتب في هذا العنوان غير كتاب منها كتاب أبي العميثل الأعرابي وكتاب المبرد وكتاب اليزيدي وكتاب ابن الشجري، وغيرهم، واختلف في مفهوم المشترك اللفظي بين مضيق وموسع فحصره بعضهم في اللفظين المتفقين لمعنيين مختلفين، ووسعه بعضهم ليدل على اللفظين المتفقين لمعنيين مختلفين أو للفظ الواحد تتعدد معانيه لاتساع استعماله وانتقاله بالمجاز إلى معان مختلفة ولكن صلتها بأصلها واضحة، ومن الأول ما جاء في (ما اتفق لفظه واختلف معناه لابن الشجري، ص 90) «الجَدُّ: أبو الأَب وأبو الأمّ. والجَدُّ: العظمة، وفي التنزيل: ?وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا?. والجَدُّ: الحظُّ والغِنَى، وفي دعاء رسول الله ?: ولا ينفع ذا الجدّ منك الجَدُّ، أي لا ينفع ذا الغِنى منك غِناه، إنما ينفعُه العَملُ بطاعتك. والجَدُّ: القَطْع، يُقال: جَدَدْتُ الشيءَ جَدًّا قطعتُه قَطْعًا، وشيء جديد مقطوع، فَعيل بمعنى مَفْعُول». ومثال الآخر ما جاء في (ص262) «العَيْنُ: عَيْنُ الإنسان وكُلّ ذي بَصَر. والعَيْن: الْمُتَجَسِّسُ لِلْخَبَر. والعَيْن: عين الماء. والعَيْنُ: الطليعة. والعَيْنُ: الخَالِصُ من كُلّ شيءٍ. والعَيْنُ: المالُ العتيدُ أي الْمُعَدُّ. والعَيْنُ: ثقْبٌ في البئر يخرج منه الماء. والعَيْنُ: سَحابةٌ تُقْبِلُ من جِهَةِ القِبْلة. والعَيْنُ: في قول ابن دريد: جهة القِبْلَة. قال: وهي التي ينشأ مِنْ نحوِها السَّحابُ الذي يُرْجَى منه المطر. قال: والعَيْنُ من القوم ذو النَّباهَة. والعَيْن من المال: الذهب دون الوَرِقِ. والعَيْنُ: عين الكتابة، انتهى قوله. والعَين: الثَّقْبُ في المزادة. والعَيْن: عَين الشمس. والعَيْنُ: عَينُ الرُّكْبَة وهي النُّقرة التي فيها. والعين: الْمَيْلُ في الميزان. ونفس الشيء عينه. ويُقال: جاء زيد عَيْنُه. ويُقال: هذا عبدُ عَيْنٍ- أي يَخْدُمُك ما دمتَ تراه فإذا غِبْتَ فلا. ورأس العين: بلدةٌ. ورأس العين: جبل». وكلا النوعين السابقين من المسموع الذي طريق معرفته الثقافة اللغوية ولذا اهتم علماؤنا بتدوينه أما ما يكون من المشترك اللفظي القياسي فمنه: 1 -اسم الفاعل واسم المفعول من الثلاثي المضعّف المزيد بالألف على بناء (مُفَاعِل)، مثل: شاقّ، وحادّ، وحاجّ، فاسم الفاعل واسم المفعول من (شاقّ) هو: مُشاقّ، وعلة الاشتراك ذهاب كسرة اسم الفاعل للإدغام (مُشاقِق) مُشاقّ)، وذهاب فتحة اسم المفعول للإدغام (مُشاقَق) مُشاقّ)، ومثله المزيد بالتاء على بناء (افْتَعَلَ) مثل: اسْتَلَّ، واحْتَلّ، فاسم الفاعل واسم المفعول هو: مُسْتَلٌّ، تقول: استلَّ اللِّصُّ النقودَ فهو مستَلٌّ، والنقود مُسْتَلَّةٌ، وعلة الاشتراك ذهاب كسرة اسم الفاعل للإدغام (مُسْتَلِل) مُسْتَلّ)، وذهاب فتحة اسم المفعول للإدغام (مُسْتَلَل) مُسْتَلّ). وكذلك المصدر الميمي منه واسم المكان واسم الزمان. 2 - اسم المفعول، واسم المكان واسم الزمان والمصدر الميمي من الفعل غير الثلاثي المجرد، مثل: مُكْرَم، مُعَلَّم، مُكاتَب، مُدَحْرَج، مُتَجاهَل، مُسْتَخْرَج، جاء في (رسالة الملائكة، ص238) «لأنَّ الفعلَ إذا كان عدَدُهُ أربعةً فما زادَ جاءَ مصدرُهُ [الميميّ] في لفظِ مفعولِهِ، وكذلك اسمُ الزمانِ والمكانِ منه، فَنقولُ أكرمْتُ زيدًا مُكْرَمًا وَأنتَ تريدُ إكرامًا، وكذلك هذا مُكْرَمُ بني فلانٍ، أي الموضع الذي أُكرِموا فيه، وجئتك مُكْرَمَ بني فلانٍ، أي وقتَ أُكرِموا». 3 -المصدر الميمي واسم الزمان واسم المكان من الفعل الثلاثي الذي عين مضارعه مفتوحة أو مضمومة أو كان معتل اللام، مثل: شرِب: يشرَب: مشرَب، وخرج: يخرُج: مخرَج، ومشى: يمشِي: ممشَى. 4 -الفعل الناقص الواوي المسند لواو الجماعة ولنون النسوة، تقول: الرجال يدعون، والنساء يدعون، وسبب الاشتراك الظاهري حذف لام الفعل من المسند إلى واو الجماعة (يدعون: يَفْعُونَ). 5 -الفعل الناقص اليائي المسند لياء المخاطبة ولنون النسوة، تقول: أنتِ تمشينَ، وأنتنّ تمشينَ، وسبب الاشتراك الظاهري حذف لام الفعل من المسند إلى ياء المخاطبة (تمشين: تَفْعِينَ). 6 -اسم الفاعل من الفعلين عينهما ياء أو واو أو همزة إن تماثلت منهما الفاء واللام، مثل: قال يقول قولًا، وقال يَقيل قيلولة، فاسم الفاعل منهما: قائِل، وصار يصير، وصار يصور، اسم الفاعل منهما: صائر. وكذلك: سال يسيل، وسأل يسأل، فاسم الفاعل منهما: سائل، ومثله: سار يسير، وسأر يسأر، اسم الفاعل منهما سائر، ومثله: ثار يثور، وثأر يثأر، اسم الفاعل: ثائر، وكذلك: زار يزور، وزأر يزأر، اسم الفاعل منهما: زائر.