كم هو مؤلم أن يُفجع الوطن في زهرته!! يتمادى خيالي إلى حيث اللحظات الأخيرة لها، صوت الارتطام المدوي، إصابتها البالغة، آهات الألم، ووقع الفاجعة، ودقائق النزع.! الصور تلوح أمامها.. شريط حياتها القصير.. يهطل دمعها حين يرجع صدى صوت صغارها الثلاثة، وهم ينادونها، ولا تستطيع أن تجيب، جنينها الذي لم ير النور بعد يشاركها مرارة الوجع، رفيق دربها وهي تترك فراغا في قلبه لا يملؤه سواها.! مدرستها..صفها.. طالباتها الحبيبات.. زميلاتها الأثيرات.. وقع الذكريات يزيد من ألمها. أملها الذي رسمته، وبدت تنفذه يتهاوى أمامها. وعلى امتداد الطريق أمامها رأت الوطن الساكن في أعماقها... ما أكثر ما باحت بحبه واقعا في منزلها ومدرستها، وتمنت أن ترى معه تحقيق رؤيته التي نقشتها في أبنائها وطالباتها.! النزع يشتد... تلفظ الشهادة، وتصعد الروح إلى بارئها. وتموت الزهرة، وما رأت بعد ثمارها.! رحمك الله يا زهرة، ومتعك بثمار الجنة. كلي ثقة بالله ثم في المسؤولين في وزارة التعليم أن يضاعفوا جهدهم في اتخاذ إجراءات بناءة للحد من فقد زهرات الوطن على طرق الموت.! مستنيرين بقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». كتبت هذه الخاطرة بعد وفاة المعلمة زهرة العيثان على طريق النعيرية ظهر يوم الثلاثاء الموافق 1438/2/8ه.