تماماً تماماً أخي علي العلياني .. إنه (أكثر من كلام) إنه نزف حي وحار .. يحيل ظهائر تلك النهارات إلى شعلة بقلبين نازفين .. أحدهما حين يتجسد الحب الخالص لهذا الوطن الأثير ، فيما يستحيل الآخر إلى قصة لكتاب مفتوح من المعاناة والحاجة والألم. وليعذرني أخي المتألق علي العلياني إن تجاوزت في هذا الصدى الإشادة لا الشهادة التي أجزم بأنه ليس بحاجة إليها .. لأنتقل إلى واجب المواساة لقلبه الذي بات رئة من صدق لهذا الوطن وأبنائه الأوفياء ، وكأني به مثلنا جميعاً عندما يتمدد الفرح من رحم الوجع في تلك الأصوات التي لم يُنسِها ما تجد من ألم ومعاناة حبها العميق لوطنها وقيادتها ووحدتها .. في صورة تبرهن بالدليل والتعليل على أن الصدق للوطن ومعه أبلغ أشكال الوفاء للوطن .. وأن الأصوات التي ترتفع في الهواء الطلق ما بين أرضنا وسمائنا لن تخدش يوماً جسد هذا الوطن الحبيب. كأني أخي علي بتلك الأصوات وهي تتوالى عبر أثير إذاعة روتانا fm في (أكثر من كلام) تلتف ولسان حال نزفها يردد بوريد قلب واحد: نقسم بأنك أحب أراضين الله إلى قلوبنا يا أيها الوطن الأثير ولن نتحول لكننا نعاني، ليرتد الصوت والصدى معاً كلما وجه النداء أحد المتصلين قائلاً (أعمارنا راحت يا أستاذ علي نحب وطننا والله يا أستاذ علي ما نبي إلا وظيفة تسترنا يا أستاذ علي ، إلى آخر قطرات النزف الحي يا أستاذ علي). كم أشفق على قلبك المشرع للحب والألم أخي علي وأنت تستقبل الظهيرة من كل نهار بشمسين وسماء وطنية لا تُحد .. وكم نحن بحاجة إلى أن نصغي قلوبنا وعقولنا لهذا النزف الذي هو بالفعل (أكثر من كلام) ، إنه تيرمو متر دقيق للغاية نحتاجه اليوم كما لم نحتج إليه في أي وقت آخر. ** النزف .. تلويحة أخيرة للوداع