عشية الذكرى الخمسين لرحيل الشاعر والكاتب المصري بالفرنسية أحمد راسم 1895 - 1958 سعت باريس الى ردّ بعض الاعتبار اليه بعدما تمّ تجاهله طويلاً في مصر وفرنسا. ولعلها المرة الأولى تجمع فيها بعض نصوصه في كتاب صدر حديثاً عن دار دونويل في باريس بعنوان"يوميات موظف بسيط"ونصوص أخرى. والكتاب مرفق بدراسة شاملة وعميقة عن الشاعر وعصره كتبها الناقد دانيال لانسون الذي أشرف على جمع النصوص ونشرها. أما المقدمة فهي للكاتبة أندريه شديد وهي عبارة عن شهادة كانت كتبتها في العام 1959. مَن هو هذا الشاعر والناثر المصري بالفرنسية؟ ليس من السهل اكتشاف شاعر وكاتب كبير عاش في الظل منذ رحيله قبل نصف قرن. وقد يزداد الشغف به حين يكون ثنائي اللغة، يكتب بالفرنسية التي يجيدها"افضل من أي كاتب فرنسي"كما قال عنه الناقد جيرالد مسادييه وبالعربية التي يملكها باتقان. وإذا كان أحمد راسم انحاز في النهاية الى الفرنسية لغةً ابداعية فهو لم يتخلّ عن العربية لحظة وكتب بها بعض النصوص النقدية في أواسط حياته. إلا أن المفاجئ هو أن يكون هذا الشاعر صاحب أول ديوان قصيدة نثر في مصر والعالم العربي، بالعربية مثلما بالفرنسية. فهو أصدر في العام 1922 ديوان"البستان المهجور"الذي يكاد يُعدّ اليوم من الأعمال المفقودة والمجهولة تماماً مع أنه أثار سجالاً في القاهرة حين صدوره وهاجمه أحمد شوقي وآخرون. وقد ضمّ الديوان قصائد نثرية صرفاً تتراوح بين النص الكامل والجمل المختصرة جداً التي بان فيها أثر شعر الهايكو الياباني وهو كان لفت أحمد راسم كثيراً فكان ? مبدئياً ? أول مَن أدخله عالم الشعر العربي. ولن يتوانى من ثم عن كتابة قصائد هايكو بالفرنسية. أما ما لم يرقْ لبعض الشعراء والنقاد فهو رمز البستان المهجور وكان البستان يمثل"المكان الماورائي"في المتخيل العربي فإذا به يضحي"فردوساً منقضياً"بحسب دانيال لانسون. ولم يمضِ عام على صدور"البستان المهجور"الذي سبق ديوان"بلوتلاند"بما يقارب ربع قرن داحضاً فكرة أن يكون لويس عوض صاحب أول ديوان نثر بالعربية 1947، حتى انتقل الى الكتابة بالفرنسية ونشر أولى قصائده عام 1923 في مجلة"مصر الجديدة"التي تعدّ رائدة في مجال الأدب الفرنكوفوني المصري. ثم أصدر كتاب"نيسان"عام 1927 وكان حدثاً شعرياً بجوّه ولعبته الشعرية المفتوحة على أفق النثر بما هو سرد ووصف ونص حرّ قائم على الايقاع الداخلي. وبدا هذا الديوان كتاب حبّ بامتياز، مأسوي ورومنطيقي، رثائي وغنائي، شرقي وغربي في آن واحد. ديوان يستوحي قصة حبّ عاشها أحمد راسم واقعاً وانتهت نهاية مأسوية. ف"نيسان"التي حمل الديوان اسمها كانت على علاقة حب به لكنّ شقيقتها تزوجت من الملك فؤاد ما جعلها ملكة مصر وما حال دون تواصل علاقتهما، والسبب الأول طبقي. ثم أُجبرت نيسان على الزواج من أحد الباشوات ووافتها المنية بعد أشهر. كانت هذه الحادثة بمثابة الصدمة العنيفة التي قضّت حياة الشاعر الشاب ولم يغب أثرها عن شعره طوال أعوام. وظلّ طيف"نيسان"يسكنه حتى عندما كان يكتب عن نسوة أخريات عبرن حياته. وظلّت قصائد الحب لديه تقول في معظمها عزلة الحبيب المجروح والمنسيّ والكئيب. إنها صورة العاشق التي كانت تتبدى في"المواويل"الرائجة حينذاك وقد استوحاها أحمد راسم كثيراً. وكتب الناقد إليان فينبير في تقديمه"نيسان":"قصائد؟ لا أعرف، قصائد بلا إطار، بلا مسار موجّه. حكايات بالأحرى بلا تتابع، مضطربة، رؤيوية، يجمعها الايقاع الداخلي الذي نسمع حدّته سراً، في الطبقات الجوفية العميقة". ويضيف:"هذه القصائد مصرية ليس فقط بالمناظر بل خصوصاً في الميل اللطيف الى المحكي والغناء والتقاليد المنقولة الى لغة فرنسية سليمة، حافلة باللامتوقع...". لعلّ هذه النزعة المصرية لم تفارق أعمال أحمد راسم البتة، أعماله الشعرية والسردية على السواء. وهذا ما تفرّد به مثله مثل الكاتب المصري الفرنكوفوني الكبير ألبير قصيري. يقول مؤنس طه حسين الكاتب الفرنكوفوني أيضاً في هذا الصدد:"إن نجاح أحمد راسم قائم خصوصاً على كيفية كشفه للقراء كنوز اللغة والشعر والروح العربية". أما جورج حنين فيرى في جريرة كلامه عن"الدينامية"العصية على التقليد في قصائد راسم أن هذه القصائد هي"غنائيات بصوتين وقد أذابت في قالب واحد الكلام الشعري العربي المباشر والغنائية الذاتية بأنفاسها الملتفة ولطافاتها". هكذا تحضر اللغة العربية والعامية المصرية في لاوعيه اللغوي مثلما تحضر الجماعة ? وهي مصرية تماماً ? في ذاكرته ومخيلته. وبدا صوت الراوي أو صوت"الأنا"الغنائية اللذين يحتلان نصوصه وقصائده متحررين، في وقت واحد، من الانعزال الفردي ومن الخضوع للجماعة التي يلتصقان بها. وما يجب التنويه به أن أحمد راسم عمل فترة طويلة على الأمثال المصرية والعربية وترجمها الى الفرنسية وأصدرها في كتاب في العام 1934 عنوانه"أمثال شعبية عربية". ولعلّ ما يرسّخ نزعته المصرية، أكثر ما يرسّخها هو هوية الأشخاص الذين يحتلون قصائده ونصوصه السردية ويومياته مثل بائع السجاد والسائس والحلاق والحانوتي والنوتي وزمبل الخادمة وكذلك النسوة المصريات"زارعات الأوهام"كما يقول عنهن. إنهم الفقراء والبسطاء والأطفال والعجرة، أشخاص ظرفاء وطرفاء"نصغي اليهم كما لو الى حكاية لا نريد أن نفقد منها شيئاً"بحسب تعبير أندريه شديد. أما أطرف هؤلاء الأشخاص فهو الاستاذ علي كما تجلّى في النص السردي الذي حمل إسمه عنواناً:"المكتبي البسيط الاستاذ علي". شخص مديني. مغامر يناضل بغية العيش في عالم رديء، فيلسوف صغير، ابيقوري الهوى. بطل سلبي كأنه في أحيان قرين الكاتب نفسه، بل الشاعر الذي لن يتردد عن كتابة بعض القصائد باسمه أو تحميله بعض آرائه الشعرية كأن يقول مثلاً على لسانه:"عندما تتخطى القصيدة الأسطر الثلاثة، لا يكون ذلك شعراً، إنه راوية". كتب أحمد راسم الكثير، ويكفي احصاء عناوين الكتب والنصوص التي أوردها دانيال لانسون في الكتاب الصادر حديثاً حتى يتبين أنه كان مكثراً في الكتابة على رغم ميله الى التقشف والاختصار. وفرادة تراثه لا تكمن في حجمه فقط، بل في تعدده واختلاف مناخاته وأساليبه ومقارباته وأنواعه الأدبية، اضافة الى لغته البديعة التي تخفي وراء بساطتها الكثير من الرهافة والدقة والوعي والاحساس والمراس... كتب راسم القصيدة النثرية والشعر النثري أو الحرّ والرواية الشعرية والحكاية والخواطر والشذرات واليوميات والنقد التشكيلي ولم يدع مجالاً أدبياً إلا طرقه، ما ينم عن سعة ثقافته وعن إلمامه بفنون الأدب، قديمه وحديثه. أما"اليوميات"التي أكبّ على كتابتها فلم تكن عملاً احترافياً مثلما تجلت لدى بول فاليري مثلاً أو جورج دوهاميل في فرنسا آنذاك بل كانت نوعاً من الكتابة الحرة المتقطعة التي تجمع بين الخاطرة والقصيدة والنكتة الساخرة. يوميات تكتب العابر أو العَرَضي أو الزائل كما لو كان لا متناهياً أو مطلقاً. ويمكن وصف أحمد راسم برائد هذا النوع من الكتابة الذي لم يكن معترفاً به عربياً في أيامه. ومن عناوين كتبه في هذا المجال:"يوميات موظف بسيط"،"يوميات موظف الارشيف"و"يوميات رسام فاشل"... يوميات يحضر فيها التاريخ الشخصي، تاريخ الذات والأنا، وكذلك التأمل والحكمة، الذاكرة والمخيلة... وفيها تبلغ السخرية التي عرف بها أحمد راسم ذروتها. وهو لم يكن يوفّر نفسه من السخرية وكأنه شخص آخر، شخص آخر هامشي، نيو- رومنطيقي. إنها سخرية سوداء في أحيان ذات صدى ميتافيزيقي ونفسي أو سايكولوجي. يقول مثلاً:"لا تقل إن قصائدي النثرية ليست مشغولة، قل إنها غير مشغولة جيداً. أفضّل هذا: لأنها مشغولة". وكان يسخر من القوافي و"الوقف"في الأبيات ويتقن ما يسميه العرب فنّ"المعاظلة"القائم على ربط معنى القافية في بيت بمعنى البيت الذي يليه لالغاء أي عنصر ذي نزعة"انتقائية"في قلب الأسطر غير الموزونة ذات الايقاع النثري أو الداخلي. وتتبدى سخريته أيضاً في لعبة"القصيدة الصُدفوية"التي أخذها ربما عن تريستان تزارا مؤسس"الدادائية"? وهو كان قرأ الدادائيين والسورياليين جيداً - كأن يقول:"لأنني أكره الأدب المنحوت بعرق الفنان، أفتح، حين يحلو لي، الصفحة الثالثة عشرة من ثلاثة عشر كتاباً وأنقل بأمانة الأسطر الثلاثة عشر. ألغي بضع كلمات... وأرى فجأة المعجزة تكتمل تحت ريشتي: القصيدة". هذه القصيدة"الصُدفونية"ستتجلى لاحقاً في فرنسا مع جماعة"أوليبو"التي أسسها الشاعر ريمون كينو وسواه. إلا أن أحمد راسم لم يعمد الى كتابة هذه القصيدة فهو طالما عانى"أزمة"الورقة البيضاء مثلما كابدها الشاعر ملارمه. ويقول في هذا الصدد:"حاولت مرات أن آخذ الريشة بغية قتل الوقت، لكنني كنت أبقى ساعات أمام الصفحة البيضاء". لم يكن أحمد راسم غريباً عن المعترك المصري الشعري الذي كان يشهد سجالاً بين المقلدين والمجددين من"أساطين"عصر النهضة من أمثال: أحمد شوقي وخليل مطران وحافظ ابراهيم وسواهم... وعاش عن قرب تجربة مجلة"أبوللو"التي أسسها احمد زكي أبو شادي. مثلما لم يكن غريباً عن المعترك المصري الفرنكوفوني الذي عاش في صميمه ولو مستقلاً. وكما رافق صدور"الأيام"لطه حسين 1929 و"بلوتلاند"للويس عوض لاحقاً 1947 واكب"بيان الحركة السوريالية"الذي اصدره جورج حنين عام 1927 ثم انطلاق جماعة"فن وحرية"عام 1939 وعلى رأسها جورج حنين ورمسيس يونان. كان أحمد راسم سبّاقاً فعلاً، و"مخضرماً"في المفهوم الشعري الحداثي وحديثاً ولكن على طريقته، شرقياً وغربياً، معجباً ب"المعلقات"وحافظ الشيرازي وسعدي الشيرازي والشعر القديم والهايكو ومعجباً أيضاً بالشعراء الفرنسيين المحدثين الرمزيين مثل بودلير والرؤيوين مثل رامبو والسورياليين مثل هنري ميشو... وكان يميل الى فرنسيس جامّ الشاعر المعاصر الذي عاش وكتب على حدة. ظلم أحمد راسم كثيراً وما برح مظلوماً، مصرياً وفرنسياً، مع أن فرنسا منحته وسام الشرف الفرنسي برتبة فارس عام 1937 بمسعى من صديقه الكاتب جورج دوهاميل عقب مشاركته في المؤتمر السنوي للكتّاب باللغة الفرنسية في باريس، ثم منحته الاكاديمية الفرنسية جائزتها في العام 1954. أما مصر فلم تكرّمه الا مرة واحدة عندما أصدرت"مجلة القاهرة"الفرنكوفونية عام 1959 عدداً خاصاًَ به ضم دراسات وشهادات، وشارك في العدد شعراء مصريون فرنكوفونيون وأجانب ومنهم: جورج دوهاميل، غبريال بونور، جاك ريفيير، اندريه شديد، جورج حنين والشاعر اليوناني الكبير سليل الاسكندرية قسطنطين كفافيس، ولا أحد يدري إن كان هذا العدد ما زال موجوداً. تُرى ألم يحن الوقت لرفع الظلم والغبن عن هذا الشاعر الذي يأتي صوته كما عبّر ادمون جابيس"من البعيد، الشديد البعد، ليُسرّ لنا حقيقة ساطعة". قصائد ونصوص كلمات هوجاء كمثل فكرة تخفق في سماء الصباح، ترتعش فراشة بلون الورد في الرياح... فراشة بلون الورد وخفّة ورقة، جناحاها الشفيفان يحثان على الانطلاق.. زهرة البراءة، الشاحبة بحنوّ، تدع في فمي عطر ياسمين... عذوبة متلوية ونضرة كالبحر، ملامستها الحميمة تهدم جدران الصمت... صوت متراخٍ ينساب نحوي، لكنه يتباطأ دوماً بعيداً من سمعي. دافئة كمثل بلّور صخرة في الشمس، الصوت الملاطف يهدد قدري. لقد جدلت نَفَسها من حولي حتى انني لم أستطع القفز فوق ظلّي. دعي ذراعك دعي ذراعك الندية، ذراعك النقية تنبسط على صدري مثل غصن الكرز. الذي في سكون المساء. يقرّب ثماره الناضجة. دعي يدك النقية، يدك الخفيفة المعرّاة من خواتمها مثل فتاة رقيقة بجسدها الليّن والعاري... دعي أصابعك الشاحبة ترسم على صدري طلاسم غريبة تسري في أوردتك... دعي أصابعك الخفرة تقول لأصابعي الجزعة لماذا أظافرها على وجهي الكئيب... دعي يدك الناعمة تسترسل على جفنيّ كي تبقى صورتك الزهيدة فيّ حتى الفجر... ثم، دعي أصابعك، برضا، تسترخي على شفتيّ حتى أتمكّن من أن أشدّ عليها بقسوة حتى الروح. تهويدة حزينة أعرف فتاة صغيرة ذات عينين سوداوين كبيرتين ويدين مُبهجتين، صغيرتين، جدّ صغيرتين. أعرف فتى صغيراً كان يحب الفتاة الصغيرة ذات العينين السوداوين الكبيرتين واليدين المبهجتين الصغيرتين، الصغيرتين جداً. وذات يوم جاء سيد عجوز ابن عائلة نبيلة ولكن نقية، وعكّر سعادة الفتى الصغير البديع الذي كان يحب الفتاة الصغيرة ذات العينين السوداوين الكبيرتين واليدين المبهجتين، الصغيرتين، الصغيرتين جداً. وكان ان حلم الفتى، ذات مساء بأن ملاكاً غريباً جميلاً ونقياً انتزع روح السيد العجوز الذي عكّر سعادة الفتى الصغير البديع الذي يحب الفتاة الصغيرة، ذات العينين السوداوين الكبيرتين واليدين المبهجتين، الصغيرتين، الصغيرتين جداً. وظنّ الفتى البريء ان العجوز مات وأنه سيحظى بالسعادة التي يستحقها: الفتاة ذات العينين السوداوين وپ"الربوتين"الصغيرتين واليدين المبهجتين، الصغيرتين، الصغيرتين. لكن الحلم لم يكن إلا حلماً وبكى الصغير وهو يفكّر بالمعبودة ورجلها العجوز الصغير، بالفتاة ذات اليدين المبهجتين الصغيرتين، الصغيرتين جداً... وبأنه ذات يوم، سيموت. جميلة سحنةُ جميلة تشابه أزهار حديقة"الهيكو"اليابانية: عطرها يجعل المسافر يجنّ، المسافر الذي، منتشياً بسطوع بتلاتها، ينسى نفسه دوماً للحظة في جوارها. إنه المسافر الذي، لا يجد بعد عناء نهار، في غرفته الا فراشاً وصندوقاً هو بمثابة خزانة، المسافر الذي يقدر ان ينسى بؤسه ويحسّ بالنداوة التي تشبه الصمت، اذا كانت له حبيبة مثل جميلة، المرأة ذات الوجنتين المسمرَّتين التي تستخدم خرقاً عتيقة كما لو أنها رباط، كي تمسك جوربيها. بعض الأناس لم يصادفوا السعادة، بعدما بحثوا عنها دوماً في العمل أو في الثراء. ثمة نسوة يشابه ضحكهن الورديّ رعشات الأقمشة الخفيفة. السعادة إنما هي في حنجرتهنّ. ويمكن ايضاً اكتشاف سعادتهنّ لدى ملامسة الحرير السرّي الذي يخفي مفاصل ركبهنّ. عينا جميلة تفيضان بهذا الحبور الصافي الذي يصنع سحر الأمهات. لكن رموشها تشبه السجف الأزرق للمساء، عند هذا السجف، الذي يلاطف أزهار حديقة"الهيكو"، يدع على بتلاتها ظلاً خبّازياً كمثل الزرقة العكرة التي تخضّب مآقي العذارى. عندما اختار عطفُها صدري منزلاً، شعرت بجسدي عصيّاً على الانسحاق لدى سقوطه. نفخت اذاً صدري... وتجاسرت على الكلام بكبرياء مثل الأمراء. وإن كنت أرفض الآن ان أتكلم هنا عن رُكْبَتَيْ جميلة، فلأنني حائر بين الرغبة في أن أضرس وأن أكون رجلاً مميزاً... ولن أقوم إلا برثاء أولئك الذين لم يعرفوا القبلة، طعم الصلاة. شذرات - هي ذي شجرة لا تثمر ولو قليلاً من الظل. - لو عاد المجنون وليلى الى الأرض لأدركا كم الحياة قصيرة وما كانا ليفكّا يديهما الواحدة من الأخرى. - أن أكون زهرة على صدرها وخيطاً أبيض في شعرها. - كان له مظهر فارس من أهل الفُرس هارب من مُنمنمة. - الطقس جميل. وأنا حزين مثل عجوز يرمق من نافذته منظراً خريفياً. - ما لم نرَ الليل ينزل على وجهها فلن ندرك التناغم اللطيف لإيقاعات الغسق. - أن تغفو بعد ليل من اليقظة، والعينان مليئتان بالنجوم. - الشمس تبسط ما تبقى من ذهبها على الماء... ولكن لماذا تهرب الغيوم الآن، بعدما انتهى كل شيء؟ - صوتها يحجب عري الاشياء. - شفتان مخمليتان مثل كأس الزهرة النديّة. - أغسل يديّ في عزلة الضوء. - بنيت قصوراً فاتنة حتى ان الخرائب الآن تكفيني. - قارئ بالأقل، أي عزاء! - شعرت بنظرتها تسيل في القلب. - صمت شفاف حيث تتلامس الأرواح. - العطر ابتسامة الورود الجريحة. - أيها الشاعر، إجعل الوردة تزهر عوض ان تغنّيها. هايكو منديل يخفق مثل وداع يد ظلّت على الشاطئ. *** مثل خادم عجوز ذراعاه مليئتان بالفاكهة شجرة البرتقال تنتظر. *** ضوء القمر على الشاطئ على شفتيها أتنفّس صمت كلماتي. *** رحلت تاركة فيًّ ظلاً لألاطفه. *** لمَ هذه الوردة؟ فمكِ يكفي. *** يا نسيم الليل الرقيق غنّ لي بين بلّور الثريّا لحناً شرقياً. *** لا تنظر إليّ حتى الروح كلّ حياتي يمكن ان تتوقف. *** ضوضاء مجاذيف نجوم تطفو على الماء الحبيب سيقطفها ليصنع لي عقداً. ترجمة : عبدو وازن