فاصلة: (يجب أن يكون الصحافيون على حذر) - ايدن وايت - أتابع باهتمام سلسلة المقالات التي يكتبها رئيس تحرير الجريدة الأستاذ «خالد المالك» بعنوان (هموم صحفية) لأن أزمة الصحافة الورقية وانحسار الإعلانات عنها ليس شأناً خاصاً بالمهنة، بل بالصحافيين أيضاً كما أن الأزمة ليست محلية بقدر ما هي أزمة عالمية بدأت منذ عام 2009 واستمرت حتى تفاقمت إلى الحد الذي توقفت فيه صحف عربية عن الإصدار مثل صحيفة السفير التي أعلنت في مارس الماضي عن نيتها في التوقف عن الإصدار بسبب أزمة مالية. الخبير الإعلامي روس داوسن يقول إن الصحافة الورقية ستنقرض تماماً عام 2040 في العالم العربي بينما يتوقّع روبرت مردوخ أن تختفي الصحافة الورقية عام 2020 وتوقّعت مايكروسفت في دراسة حديثة لها أن آخر صحيفة ورقية ستطبع عام 2018 وأياً كان زمن إيقاف الصحف أو موتها فالقضية هي المحتوى وليس القالب والعالم الغربي تعرض لهذه الأزمة مما يعني أنها لا تختص بمجتمعات دون أخرى وفقاً لاختلاف الثقافات مثلاً. صحيفة نيويورك تايمز سجّلت تراجعاً في أسهمها بنسبة 55 % في العام الماضي وتراجع عدد المحرّرين فيها وكذلك صحيفة الجارديان التي انخفضت إعلاناتها بنسبة 25 %. أما صحيفة الإندبندنت فقد كانت الأكثر شجاعة حين تحولت إلى الصيغة الرقمية وتوقفت في شهر مارس هذا العام عن الصدور الورقي. نحن أيضاً لسنا بعيدين عن الأزمة التي من أسبابها تطور المجتمعات وعجز إدارات المؤسسات الصحفية عن الاستفادة من الثورة التكنولوجية إضافة إلى وجود الحرية في عالم الإنترنت مقارنة بوجود الرقابة في عالم الورق، رغم أنه لا وجود لهذه الحرية في عالم الغرب فقد اشترطت السلطات الأمريكية على الصحافيين المرافقين لعملية غزو العراق إخضاع تقاريرهم للرقابة. جزء من الحل في رأيي كما أشار إليه «المالك» يكمن في تطوير المحتوى وتحديث أدوات الصحفي،كما أني أرى أن معظم المواقع الإلكترونية للصحف هي صورة عن الصحيفة الورقية فهي لا تقدّم الجديد للقارئ كما أن الصحف الإلكترونية غالباً تفتقد إلى التمويل وإلى صناعة حقيقية للمحتوى بدلاً من الاعتماد على محررين متطوعين وصحافة ذات محتوى متواضع. ولذلك يكمن الحل في تطوير الصحف الورقية لمواقعها الإلكترونية لتكون صحيفة إلكترونية وليست موقعاً إلكترونياً والفارق كبير، وصحافة الإنترنت لها جمهور عريض كنت وما زلت مؤمنة به منذ أن أنشأت صحيفة إلكترونية عام 2000م. ولأن الجمهور هو سيِّد الموقف فإن على الصحف في أزمتها هذه أن تسأله ماذا يريد قبل أن تضطر يوماً ما إلى التوقف عن الصدور.