- أمنيات «علي عبدالله صالح» الشريرة لا تتحقق، يدفع اليمنيون ثمنها دائماً، قبل 26 عاماً، توّهم أنه يستطيع ابتلاع نصف السعودية مع صديقه «صدام حسين» الذي تكفّل بالدخول إلى «الكويت»، كانت دول الخليج العربي تدفع لليمنيين كل شيء، يبنون الجامعات، ويشيدون الطرقات، ويسلمون مرتبات الجيش والموظفين، يدعمون الاقتصاد والغذاء والدواء، ويحاربون معنا من أجل تفكيك وهزيمة الجبهة المسلحة التي هدّدت حكم الرئيس الجديد.. اليمني حُر في الخليج كله دوناً عن بقية العرب، بأعماله ومروره عبر المطارات والحدود، دفعت الكويت مرتبات أفضل المعلمين العرب على مدى 12 عاماً لتدريس الطلاب اليمنيين، وكان صدام حسين يبعث إلى صالح شيكات نفطية مدفوعة، انحاز الأخير لفكرة غزو الخليج، وقدّم صورة سيئة عن اليمني الذي يعض اليد الكريمة.. خابت ظنونه مع أولى صواريخ «عاصفة الصحراء» التي حررت الكويت، انسحب العراقيون شمالاً إلى بلدهم مثخنين بالجراح والدماء، ورحل مليون يمني جنوباً إلى بلادهم.. تهاوت العملة الوطنية أمام النقد الأجنبي في فترات قياسية، دون أن تهتز شعرة واحدة من «صالح»، فقد كان سعيداً بباخرات النفط العراقية المجانية. - في 2014م قدّم الراقص على رؤوس الثعابين هدية أخرى إلى إيران عبر تنظيم الحوثيين، مُهدداً أمن الخليج مرة أخرى، فانطلقت «عاصفة الحزم» لتُبدد أوهامه مجدداً، ويدفع اليمنيون الثمن أيضاً، احتراب داخلي مجنون، مجاعات، وكوليرا، مئات الآلاف من موظفي الدولة وأنصاره يغضبون من فقدان رواتبهم للشهر الخامس على التوالي، لكنه لم يبالِ.. صرخ في وجوههم وكتب منشوراً على صفحته ب»فيس بوك» يصفهم ب»الصغار الساقطين»، و»المندسين»!، تمتلئ سجون حلفائه «الحوثيين» بأكثر من 800 مواطن من أنصاره، فيقول إنهم «خلايا نائمة»، يُضحّي بكل شيء، حرسه الجمهوري، معسكراته، البنك المركزي، حزبه، إعلامه، بيوته، زعامته، تاريخه.. المهم أنه بحالة جيدة! - يتندر اليمنيون على الذي يُضيّع فرصته، ويصفونه ب»علي حنش»، ذلك على الأقل ما يقولونه في قريتنا، وعلي عبدالله صالح رجل يهوى الأفاعي، غير أنه أضاع مزماره، وتحوّل إلى «حنش» كبير يبتلع أصحابه ومخلصيه، وما لم يدركوا أنفسهم وحياتهم ومستقبلهم سيعضهم «علي حنش»، ثم يجمع أولادهم حوله، ويقول لهم أن والدهم رجل عظيم مات مسموماً في غرام الأفاعي. - .. وإلى لقاء يتجدد،