استمتعت بما كتبه الفنان التشكيلي الأستاذ محمد المنيف بعنوان (تحية تشكيلية لداود الشريان والعلياني) في العدد 16017 لهذا الشهر, حيث حمل بعض العتب لزملاء في المهنة على تجاهلهم رواد الفن التشكيلي في برامجهم الحوارية. وأضم صوتي لصوت الأستاذ محمد مع عجبي الشديد لتلك البرامج الحوارية خاصة تلك التي يتم إجراؤها وبكثرة لافتة للنظر مع الفنانين والفنانات والتي أصبح مقدمو البرامج في أغلب القنوات الرسمية وغيرها، يتسابقون على الفوز بها وكأن طريق الشهرة والمجد لا يبدأ إلا عن طريق حوار مع فنان أو فنانة. مع أنها أسئلة لا رائحة فيها لثقافة أو علم ينتفع به وتتكرر كل شهر وكل عام... وأعجب أكثر عندما ترى هذا الفنان أو تلك الفنانة يتنقلان من قناة إلى أخرى. أين تلك القنوات عن الرواد في الأدب وفي العلم وفي الابتكارات والاختراعات, فبين الحين والحين, نسمع ونقرأ عن انجاز سعودي عالمي لشباب وشابات من أبناء هذا البلد وخلال بضعة أيام تختفي أخبار تلك الإنجازات. وأينهم عن ما ذكرهم الأستاذ محمد المنيف وهم رواد الفن التشكيلي فقد قدموا الكثير للوطن والفن التشكيلي وبعضهم أبدع عالمياً. عندما نقارن بين ما قدّمه أو يقدّمه الفن التشكيلي وما يقدّمه فن الغناء والطرب, نجد المقارنة تميل لصالح الفن التشكيلي وأهله. فبعض رواد الفن التشكيلي ساهموا في دعم البرامج الاجتماعية وخدموا المجتمع عن طريق التبرع بثمن لوحاتهم ونجد لهم تصاميم في أغلب شوارعنا. وإنني كمتابع أقول لقد مللنا من هذه البرامج والحوارات التي تتنافس عليها تلك القنوات وهناك في قنوات عالمية, نجد برامج جديدة ومبتكرة وحازت الشهرة الواسعة والمتابعة من الملايين في أنحاء العالم وتلمس خلالها أسئلة ذكية وحوارات راقية... وفيها خير للمجتمع وفيها اهتمام بأبناء الوطن وبناته الذي تنتمي إليه تلك القنوات وفيها اهتمام بمنجزاتهم.... بينما أغلب برامج الحوار لدينا إما مستنسخة أو مملة ومكررة.