كشف عدد من التشكيليات السعوديات أن هناك تهميشا متعمدا لدورهن في الساحة الثقافية عامة، سواء داخل أو خارج المملكة، مؤكدين أن جمعية الثقافة والفنون والجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت» لا تقوم بالدور المأمول منها وأن على أعضاء الجمعيتين أن لم يقدموا ما يشفع لبقائهم الرحيل وتجديد دماء قادرة على العطاء، مطالبين وزارة الثقافة والإعلام بضرورة إتاحة الفرصة للمرأة التشكيلية للمشاركة العالمية أسوة ببعض الدول المجاورة لتوصيل رسالتهن السامية وتعريف الشعوب الأخرى على الحركة التشكيلية في المملكة بصفة خاصة وثقافة بلدهن من خلال ما تجسده لوحاتهن من فنون وثقافة. بداية قالت الفنانة التشكيلية أمل فلمبان: «لا شك أن المرأة السعودية أصبح لها دور فعال وبارز في جميع المجالات على مستوى العالم، والفن التشكيلي من المجالات التي تستحق الاهتمام والنهوض بها داخل المملكة وخارجها لأن الفن التشكيلي يمثل فكرا وثقافة للفنانة والمجتمع الذي يجب أن يصل إلى متذوقي الفن والعامة، أما من جانب دعم وزارة الثقافة هناك عدد من المبادرات الخجولة ولكنا نطمح للمزيد. أما الفنانة أمل الزهراني فأشارت إلى أنه لا يوجد دعم للتشكيليات من أجل النهوض بالحركة التشكيلية في جدة إلى عرض أعمالهن الفنية للعالم الخارجي علاوة الى انه من سنحت لها الفرصة للوصول الى العالمية عن طريق العرض المقدم من الشركات الخاصة لهن إلا أن الأعراف وبعض العادات والتقاليد تحول دون مشاركتهن. وكان للفنانة التشكيلية نورة القحطاني رأي مغاير عما سبق، وأكدت أن الثقافة تدعم الفنانين في مشاركاتهم خارج الوطن وداخل أرض الوطن ولها دعم مادي احيانا في تحمل تذاكر السفر وهذا يشجع الفنان على مزيد من العطاء والاجتهاد لتمثيل المملكة خارجيا، وأضافت القحطاني أن الجمعية لها نشاطات متعددة. وفي ذات السياق قالت التشكيلية فاطمة معتصم إن الفن التشكيلي وصل أوجه في التطور لكلا الجنسين ولكن أغلب الصالات التي تقام هي اجتهاد فردي ويلاحظ أن هناك تشكيليات مبدعات يسعين جاهدات لعرض إبداعهن بصورة لائقة ويقمن في أخذ صالة على حسابهن الخاص لعرض لوحاتهن الخاصة، ومن ناحية مشاركتهن خارج أرض الوطن فهي مهمة لعرض ثقافتهن وفنونهن ولابد أن يكون هناك تنظيم قائم لدعم مشاركة المرأة خارج الوطن وبجدولة بعيدا عن المجاملات والتكرار. في المقابل اكد المستشار في وزارة الثقافة والإعلام محمد عابس أن الفن التشكيلي بأشكاله المختلفة في المملكة يشهد تطورا كبيرا وانتشارا بين فئات المجتمع أكثر من السابق ولا سيما بعد دخول وسائط التقنية الحديثة وإن كان التصوير الضوئي هو الأكثر انتشارا بين الشباب من الجنسين بشكل واسع، وتقام سنويا معارض عديدة في عدد من مدن المملكة، وتنظم وزارة الثقافة والإعلام وجهات أخرى مثل جمعية الثقافة والفنون وأرامكو وغيرها مسابقات ودورات ومعارض سنوية تشهد إقبالا وحضورا جيدا. وقال عابس «أثبتت المرأة السعودية حضورها وتميزها التشكيلي في المعارض الشخصية أو العامة التي تشارك فيها ونالت بعض الجوائز في المسابقات، كما كرمت وزارة الثقافة والإعلام إحدى الفنانات الرائدات وهي صفية بن زقر، ولا شك أن الفن التشكيلي بعامة والفنانة بشكل خاص بحاجة لمزيد من الدعم والتشجيع وتوسيع دائرة الانتشار ولعل افتتاح كلية للفنون في جامعة نورة بالرياض يسهم في دعم الحركة التشكيلية للمرأة السعودية، ومن المشكلات قلة أو عدم وجود صالات العرض في كثير من المدن مما يحرم الفنان من عرض أعماله على الجمهور والمرأة من باب أولى». وأضاف عابس «من متابعتي فإن كثيرا من الفنانانات لا يشاركن في المناسبات التي تهتم بالفن التشكيلي أو أحد فروعه سواء من قبل وزارة الثقافة أو الجنادرية أو سوق عكاظ وملتقى المثقفين وغيرها، ولعل السنوات القادمة تشهد نموا واهتماما أكبر ودعما أجمل ومن ذلك نية وزارة الثقافة إقامة برنامج دولي للفنون التشكيلية، ولا شك أن العمل الثقافي عموما ومنه الفن التشكيلي بحاجة إلى مزيد من التشجيع وزيادة الدعم وافتتاح صالات جديدة ومراكز ثقافية ومعاهد للفنون المختلفة وزيادة الميزانيات المخصصة للثقافة.