وبصرف النظر عن اتفاقي مع تلك الإجابة من عدمها فقد انتقل الحوار إلى السبب الآخر وهو الذي دعاني لكتابة هذا المقال، إذ طرح أحد الأصدقاء رأياً بأن الفن وخاصة (التمثيل المسرحي) لا يعتبر من الثقافة العربية، وهو هنا يريد أن يقول بأن نقل هذه الثقافة والموروث المجتمعي لابد أن تكون عبر وسيلة ذات جذور عربية أصيلة. وفي بحث سريع حول بداية التمثيل والمسرح العربي، فقد قرأت أن العالم العربي والإسلامي قد عرف أشكالاً كثيرة من المسرح قبل أن يظهر بصورته الحالية، وقد كانت هناك عدة أنشطة مسرحية قبل منتصف القرن التاسع عشر، بل إن بعضهم قد أثبت استخدام العرب أيام الخلافة العباسية لشكل من أشكال المسرح المعترف بها وهو مسرح خيال الظل، وبحسب الشابشتي صاحب كتاب الديارات فإن اللعب بالظل كان معروفاً على عصره، وكان غالباً يقدم المسرحيات الهزلية، وتحدث الباحث المسرحي شريف خازنادار عن كون الخليفة المتوكل أول من أدخل الموسيقى والألعاب والرقص إلى البلاط، لتصبح قصور الخلفاء فيما بعد مكاناً للتجمع والتبادل الثقافي المعرفي بين مختلف البلدان والأقطار. ويكمن السؤال هنا في الآتي: «لو افترضنا أن المسرح والتمثيل المسرحي هو ثقافة أوروبية بحتة، فما المانع من الاستفادة منها في إبراز الهوية الثقافية والموروث الثقافي الاجتماعي، خاصة إذا ما عرفنا أن المعلومة تصل وتكون أكثر رسوخاً عبر الصوت والصورة، بل أن الفن الآن يشكل نوعاً من أنواع الإعلام بما يقدمه من نقد وحلول وبما يطرحه من قضايا.... هذا لو تم استغلاله جيداً؟» - عادل الدوسري [email protected] AaaAm26@