يظن البعض من أخواننا العرب أن بلادنا بلاد الإسلام والسلام .تسعى لزعامة الدول العربية وحتى الإسلامية والحقيقة والواقع هي أن قدر بلادنا، بلاد الحرمين الشريفين والذي لم تسع إليه بل فرض عليها من الله سبحانه وتعالى وجعلها مهبط الوحي وأرض المقدسات، والأهم أوجد بيته الحرام فيها؟! ومن ثم جعلها ومن خلال موقعها الديني والإسلامي في هذه المكانة والمكان؟!. وهناك من يظن خطأ أن بلادنا القوية بإيمانها وبقادتها ومواطنيها أنها خطر عليهم والعكس صحيح فبلادنا كانت ومنذ أيام التأسيس درع واق من الأخطار للأمتين العربية والإسلامية ومازالت الوثائق في سجلات التاريخ تؤكد ذلك من خلال كلمة المؤسس طيب الله ثراه في موسم الحج، وكذلك كلمات وتصريحات الملك فيصل رحمه الله خلال جولاته المتعددة وهو يسعى لنشر التضامن الإسلامي في مختلف الدول التي زارها واستقبل فيها استقبال الفاتحين كما حدث خلال زيارته لإيران أيام الشاه وكيف خرجت الشعوب الإيرانية مرحبة ومرددة بكلمات الترحيب والتقدير، ولا يمكن أن ننسى كلمات الملك سعود قبل ذلك خلال أحاديثه للصحافة الأمريكية أو خلال افتتاحه لأول جلسة لمجلس وزراء في عهده رحمه الله ونفس الشيء يقال عن بقية الملوك خالد وفهد وعبدالله وصولا للملك سلمان أمد الله في عمره.. خلال جميع العهود الماضية كانت المملكة ميزان المنطقة العادل من جميع النواحي. فكانت ميزان المنطقة محوريا واقتصاديا ولاعبا كبيرا في سياسة المنطقة بل والعالم وبالتالي كانت نقطة توازنها سياسيا واستراتيجيا وجغرافيا واجتماعيا وحضاريا وقبل هذا وبعد هذا إسلاميا..؟! وهي اليد الكريمة المعطاءة والتي أعطت بسخاء وحب وبدون أن تمن على دولة ما. بل لقد تنازلت عن مئات المليارات من الديون للعديد من الدول العربية الشقيقة والإسلامية وحتى الأجنبية . تقديرا منها لظروف هذه الدول.. بل إنها قامت بإرسال المساعدات وواصلت الدعم الإنساني خلال الكوارث والحروب وحتى الزلازل، وهاهي المملكة تقدم المعونات والمساعدات المختلفة لمختلف اللاجئين والمهاجرين الهاربين من الحروب. تقدم لهم الطعام والعلاج وحتى المساكن المثالية. نعم هي اليد الكريمة والبيضاء صباح مساء. بل إنها أشبه ما تكون بينبوع ماء زلال في مختلف الأحوال. يروي ما حوله من خير وعلم ومعرفة ويشع منه العطاء غير المحدود فلقد فتحت بلادنا مختلف مراحل التعليم للآلاف من أبناء المقيمين جنبا إلى جنب مع المواطنين ليدرسوا وينهلوا من العلم والمعرفة في مختلف مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي وحتى الجامعي.. وهكذا نجد أن بلادنا كانت ومازالت السند الوفي والقوي لمختلف الدول العربية المحتاجة هذا ما يؤكده التاريخ الموثق بالصور والأفلام. نعم هذا مسجلة ويسجله تاريخ الأمس وواقع اليوم، وإلى هذه اللحظة فإن العطاء السعودي. عطاء لايمكن أن ينكره إلا ظالم لنفسه. أو ناكرا للجميل.. لقد ضحت بلادنا بأبنائها قي فلسطين وفي حرب تحرير الخليج. وها هي تضحي من أجل إعادة الشرعية وصد العدوان الفارسي والحوثي. بل تقدم في ذات الوقت سيلا من المساعدات لأبناء اليمن، ومن هنا نجد أن بلادنا الحبيبة وفي كل حدث أو طارىء هي من أوائل من يتقدم الصفوف ولم تتردد أن تقدم الأبناء وتتحمل من أجل ذلك العديد من التضحيات، وشعب المملكة وبحكم كونه شعبا يفخر ويعتز بعروبته وإسلامه أظهر وفي مختلف المراحل التاريخية أصالة تشرق بوضوح كالشمس وأكثر أثناء الأزمات، ولقد التف هذا الشعب المخلص حول قيادته بقلبه ووجدانه وكله ثقة وتأييد ومحبة، وهو يفخر بوطنه، ويحزنه من ينظر لوطنه بحسد، وحقد أسود.. وهو اليوم يتطلع بتفاؤل إلى مزيد من الخير للوطن كل الوطن..؟!