كلنا يدرك الصعوبات والتحديات التي واجهتها وتواجهها الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس هادي وحكومته منذ الانقلاب وحتى اللحظة ليثبت مقولة الرئيس هادي حين قال يوماً في إحدى لقاءاته الصحفية إنه لم يستلم من الرئيس المخلوع صالح سوى قطعة قماش تمثل العلم الجمهوري فقط. راهن صالح أن حكم الرئيس هادي لن يستمر سوى أيام معدودة وعمل بكل ما أوتي من قوة على إفشال مؤتمر الحوار الوطني التي تعتبر من أهم إنجازات الرئيس هادي وهي التي حددت خيارات المستقبل الآمن لكل اليمنيين خارج إرادة المخلوع صالح الذي تعامل مع اليمن كشركة خاصة ومع اليمنيين كموظفين لخدمته، وهو ما رفضه اليمنيون حين خرجت جموعهم لإسقاطه في ثورة الحادي عشر من فبراير السلمية. مثل نجاح مؤتمر الحوار الوطني حالة رهاب وفوبيا لدى المخلوع وكل القوى النافذة في الشمال حين أدركوا أن اليمن صار يتسع لكل اليمنيين شمالاً وجنوباً وشارك جميعهم في صياغة المستقبل والقادم وسرعان ما أعلن المخلوع وعصابته وبمساندة عصابة المشروع الإيراني انقلابهم على مخرجات الحوار الوطني. في أكثر من لقاء جمع الرئيس هادي مع مختلف المكونات الاجتماعية من مختلف المحافظات اليمنية وكنت حاضراً لإحدى هذه اللقاءات يؤكد الرئيس هادي وبصفة مستمرة أن اليمن الاتحادي هو المشروع الحاضن لكل اليمنيين وهو المستقبل الذي لا يمكن لليمنيين التفريط به. واليوم وبعد مرور أكثر من عام ونصف من عمر الانقلاب يدرك اليمنيون أهمية المعركة المصيرية التي يقودها الرئيس هادي في استعادة الدولة المختطفة والانتقال بها من الدولة المركزية إلى مشروع الدولة الجامعة دولة المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، بمساندة التحالف العربي وعاصفة الحزم وقائدها الملك سلمان. اليوم تخوض الشرعية اليمنية المرحلة الثانية من مراحل استعادة الدولة ومؤسساتها من خلال إعادة الاعتبار مؤسستي الجيش والأمن وإعادة تشكيل وحدات الجيش الوطني والأمن وإدماج المقاومة الشعبية فيهما وأيضاً إعادة تفعيل العمل المؤسسي ومؤسسات الدولة في المناطق المحررة والبدء في استعادة المؤسسة المالية للدولة ونقل البنك المركزي اليمني وفك ارتباط المحافظات المحررة من تبعيتها للبنك في صنعاء بالإضافة إلى إجراءات تفعيل المطارات الدولية في المناطق المحررة وتفعيل الرحلات الدولية منها وإليها والبدء في تصدير النفط وكل هذا بدعم الأشقاء في الخليج وعلى رأسهم السعودية والإمارات. عودة الحكومة اليوم إلى العاصمة عدن وتصريحات رئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر حول البدء بانتقال البعثات الدبلوماسية إلى عدن خطوات موفقة مؤثرة وفاعلة لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، خطوات واثقة ومدروسة وواثقة لحكومة بن دغر نتمنى أن تستمر بوتيرة أعلى وأسرع ليعود اليمن معافى بدعم ومساندة الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت وكل ودول التحالف العربي. ولن ننسى ما قدموه من تضحيات ودماء على أرض سبأ مأرب التاريخ ولا في أرض عدن الحرة ولا تعز الأرض والإنسان.