الطبيب الفرنسي «أكسيس كاريل» مؤلف كتاب «الإنسان ذلك المجهول» في عام 1354ه يقول: (لا يستطيع الرجل تغيير نفسه من دون ألم... فهو نفسه الرخام، وهو نفسه النحات)!!. الطبيعة البشرية تميل إلى السكون وتخشى «عاصفة التغيير» لأنها لا تدرك مصيرها النجاح أم الفشل؟ لاعب كرة القدم في عمر 10 سنوات يحمل معه أحلام طفولته ويذهب إلى نادٍ ليتعلم ركل الكرة، يكبر في أحضان النادي ويتعلق قلبه بكل تفاصيل المكان ملعبًا ومدرجًا، رائحة العشب وصوت الجماهير، صرخات المدرب وصافرة الحكم، فرحة الفوز وحزن الهزيمة.!!. يكبر هذا اللاعب وتزداد شعبيته وتعرفه الجماهير وتلبسه تاج النجومية، حتى أصبحنا نؤمن بأن هذا اللاعب وناديه توأمان سياميان يعجز أي طبيب عن فصلهما؟. الحياة كأمواج البحر مد وجزر... لا تبقى الأشياء كما هي ساكنة فجأة تتغير الظروف ويقرر هذا اللاعب الرحيل، هنا يبدأ الألم ويعيش اللاعب في صراع ما بين عاطفته وعقله... ماذا أفعل؟. «العاطفة» مع كل نبضة للقلب شريط الذكريات يعبر بك المحطات التي عشتها في موطن ولادتك المهنية وتشعر أن في «الرحيل» مخاطرة بتاريخك ومقامرة الخسارة فيها أقرب من الربح!. «العقل» يتأمل الأشياء بتجرد من كل الأحاسيس، يفكر بأشياء مادية محسوسة، يجمع ويطرح ويقسم ويضرب كل معادلات الرياضيات يحسبها، يقيس كل فرص النجاح والفشل بمقياس المستقبل!!. في القرارات المصيرية، يتحول «القفص الصدري» إلى سكة حديد يعبر من خلاله «قطار القرار» مسافرًا ما بين محطتي «العقل» و»القلب»، في كل محطة تجذبه أشياء ليبقى فيها، قد يسافر الجسد لكن «العقل» مشغول يفكر في موطن «القلب».... حقًا صدق الطبيب الفرنسي «أكسيس كاريل» سوف تشعر بالألم لأنك أنت» الرخام» و»النحات» نفسه!. قد يغضب الجماهير برحيل «اللاعب» لكنه يبقى مجرد صفحة من كتاب «الإنسان ذلك المجهول» ما بين السطور أشياء نجهلها لا نعرف تفاصيلها... لا يبقى إلا أن أقول: أنت وأنا لا نختلف عن «اللاعب» قد نواجه نفس المصير ونرحل من مكان ما ارتبطت به كل تفاصيل حياتنا لكن عليك أن تدرك أن الكيانات الكبيرة تبقى شامخة لا تتأثر برحيل فرد. (مرض ومات «ستيف جوبر» وشركة أبل الأمريكية كما هي صامدة لم تهتز، أضرب لك مثالاً مشابهًا في السعودية «صحيفة الجزيرة» من يقرأ تاريخ الإعلام السعودي يدرك أن كثيرًا من رؤساء التحرير والكتاب ومشاهير الإعلام المرئي كانوا يعملون في «الجزيرة» رحلوا ولكن الكيان «الصحيفة» بقيت كما هي صامدة ناجحة لم تتأثر برحيل كائن من كان). رحيلك من موطن ولادتك الإعلامية مؤلِم لا يعدله شيء وتبقى الكلمات عاجزة أن تصف ما تشعر به، لكن حياتنا هي هكذا «محطات» تسافر معها أحلامنا، أبلغت أصحاب القرار ب «صحيفة الجزيرة» بأنه أريد موافقتهم وتفضلهم بأن يسمحوا للطالب «إبراهيم بكري» بأن يتخرج من جامعة «صحيفة الجزيرة» الإعلامية بعد 16 سنة تعلمت فيها كثيرًا من الدروس الإعلامية، محررًا، مديرًا لمكتب جازان، وأخيرًا كاتبًا رياضيًا. وفي المواقف تتكشف لك معادن الرجال، «خالد المالك» توجيهاتك ودعمك وحبك وكلماتك ستبقى نبراسًا يضيء لنا المستقبل، «محمد العبدي» مدرسة الإعلام الرياضي كنت وما زلت وستبقى استاذي وأفخر أن أكون أحد طلابك. شكرًا ل: رئيس التحرير، المدير العام، نواب رئيس التحرير، مديري التحرير، ولكل الزملاء في صحيفة الجزيرة على دعمكم وتوجيهاتكم. والشكر لك أنت أيها - القارئ- على دعمك وتشجيعك. اعتذر للجميع عن أي تقصير... سامحوني... دعواتكم... (الجسد يغادر «صحيفة الجزيرة» الورق لكن «القلب» سيبقى يحب كل زميل وقارئ للأبد...) ** هنا يتوقف نبض قلمي بصحيفتنا «الجزيرة» وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.