((البلقنة)) مصطلح سياسي جغرافي ظهر على أثر صراعات ((دول البلقان)) عقب تفكك الاتحاد السوفياتي.. حيث أفرزت منطقة البلقان التي كانت ذات توجه اشتراكي لكثير من الصراعات العرقية والدينية والسياسية، التي انتهت إلى تقسيم وتفتيت عدة دول كبيرة ومناطق جغرافية شاسعة إلى دويلات صغيرة. غير أن أصول هذا المصطلح تعود إلى الحرب العالمية الأولى.. حيث تم الاتفاق على تقسيم منطقة البلقان التي كان جزء كبير منها خاضعاً للدولة ((العثمانية))، وجزء منها خاضع للسوفيات وجزء أصبح تابعاً لدولة ((يوغسلافيا)).. ثم أصبحت بعد التقسيم تضم: ألبانيا وكوسفو، وبلغاريا، والبوسنة والهرسك، وصربيا والجبل الأسود، وكرواتيا ومقدونيا، ومولدافيا وسلوفينيا. والبلقان - جغرافياً - هي ((شبة جزيرة)) في الجنوب الشرقي لأوربا.. وكلمة بلقان كلمة ((تركية)) الأصل وتمتد حتى تصل الجزء الأوربي من تركيا. وظلت دول البلقان دولاً متصارعة ومتعادية لأسباب عرقية ودينية.. خاضت ضد بعضها حروباً شرسة في الصراع الديني والتطهير العرقي والتوجه السياسي والرغبة في التوسع وفرض الهيمنة. ومصطلح ((البلقنة)) تبعة اشتقاق مصطلح ((اللبننة)) خلال الحرب اللبنانية.. وهو المصطلح الذي استهوى أقوى تيار في الحزب الجمهوري الأمريكي.. وتمت محاولة ((تفعيله)) في عهد الرئيس ((جورج بوش)) الابن من خلال تبنّي الحزب وقادته للأطروحات، التي سعت ((غونزليزا رايس)) لتطبيقها في البلاد العربية، فيما سمّي ب((الفوضى الخلاّقة)).. فقد وجد الحزب الجمهوري في تقسيم دول البلقان، مثالاً إيجابياً يمكن من خلاله إطلاق القدرات والمواهب بإعادة توجيهها لاستثمارها خارج الإطار التقليدي.. بما يحقق توجهات وطموحات التوجه الرأسمالي الأمريكي.. وقد تم تطبيق هذه البلقنة من خلال التقسيم الطائفي في العراق والذي قد يمهد لإفراز دولتين، وانتقل لإدارة الصراعات الليبية بطريقة لا توحي بالعودة لوحدة البلاد وإلى مثل هذا يراد للصراع السوري أن يتجه.. كما أن ((الفوضى الهمجية)) التي أُطلق عليها ((الربيع العربي)) تدور في هذا الفلك.