تجد توقيعه حاضراً في مراكز الأبحاث التي سميّت باسمه ، لم تكن تلك المراكز و المؤلفات الكثيرة عنه و الأعمال الإبداعية المستلهمة منه ؛ لولا توقيعه بروحه على أوراق خريف تجارب الحياة المرّة التي عاشها ما دون الأربعين ؛ لتورق و تثمر صفحات تاريخ الأدب بتجربته الفريدة. الألمان يقولون إنه ألماني بحكم لغته التي كتب بها ، و التشيكيّون يصرّون على أنه تشيكي بحكم مكان ولادته و النمساويون يؤكدون على أنه نمساوي ؛ نظرا لتبعية براغ للإمبراطورية النمساوية-المجرية في ذلك الوقت. فهو كسائر الأدباء على هذه الأرض الذين ولدوا و عاشوا في زمن الإمبراطوريّات ؛ إذ تتنازع الدول التي تكوّنت في جغرافيا العصر الحديث على الإرث الإنساني الذي تركوه ، أولئك الأدباء و المفكرين و الفلاسفة لا يمكن حصرهم في جنسية واحدة ؛ لأنهم انتموا للإنسان أولا وحمل قضاياه وهمومه المحيّرة للنفس البشرية. ما كنا لنستمتع بجمال مقولته التالية: «على الكتاب أن يكون الفأس التي تكسر البحر المتجمد فينا..» ؛ لولا صديقه الوفي ماكس برود الذي حفظ أوراقه ليهديها إلى العالم . إمضاء الأديب فرانز كافكا ( 1883م- 1924م): تحرّك كثيرا على ورقِ العبثِ المبُعثَر في مختبر تجربته؛ ليكشف للعقل الإنساني بعض ملامحه الحقيقيّة المرّة ..!