- من السابق لأوانه أن تُقام الأفراح بالمبالغة التي شاهدناها وكأننا «خلاص» حققنا إنجاز التأهل لكأس العالم، فالمشوار ما زال طويلاً وجدول مرحلة الإياب لا يخدمنا! - وبشيء من الهدوء وكثير من العقلانية نجد عند قراءتنا لمواجهاتنا خلال الجولات الفارطة أن منتخبنا تخطى تايلند بالحظ وعبر حاجز العراق «بطلعة الروح» ورغم النقطة الوحيدة التي كان بالإمكان أن تكون ثلاثاً على أرضنا وبين جماهيرنا أمام أستراليا إلا أن نجومنا عزفوا سيمفونية ولا أروع بروح جديدة بعطاء متجدد مما خلق شعوراً واطمئناناً بتصاعد المستوى وعودة الروح ليعود الأخضر أمام الإمارات وفي الشوط الأول بالذات لمربعه الأول ويقدِّم شوطاً نسخة طبق الأصل لما كان عليه أمام تايلند قبل أن يتدارك نفسه في الشوط الثاني بروح أخرى وأداء آخر مما يؤكّد أن غياب وحضور الروح كانت كلمة السر في تلك المواجهات! - صحيح أننا الآن نتصدر «نقطياً» وهذا بلا شك مبعث تفاؤل. - وبأن المدرب «ماشية معاه لحد الآن»! - وندرك أن منتخبنا بنجومه لديهم القدرة والاقتدارية على فعل الكثير وبالتالي الذهاب بعيداً. - لكن التأرجح وتذبذب المستوى وعدم الاستمرارية بنفس الروح والعطاء يجعلنا أكثر حذراً في تفاؤلنا! - ومن المنصف أن نقول: إن نجوم الأخضر أعادوا شيئاً من شخصية البطل ولمحة من بريق الماضي الجميل وأشعلوا فتيل التطلع إلى عودة أكثر بريقاً ولمعاناً على الرغم من أن أشد المتفائلين لم يكن يتوقّع أن يكون المنتخب بهذه الوضعية النتائجية والتنافسية. - وللأمانة كنا وكان الإعلام بصفه عامة كثيراً ما «دندنا» على أن احترافنا أحد أسباب «بخل» وتكاسل ومحدودية عطاء نجومنا خاصة مع فانلة المنتخب إلا أن ما قدّمه نجومنا من عطاء وجهد يؤكد بما لا يدع مجالاً للاجتهاد والشك برأت احترافنا ونجومنا من كل ما قيل عنهم وفيهم! - ولا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال الدور الإداري لإدارة المنتخب؛ فقد كان لها النصيب الأوفر وهي برأيي الشخصي أحد أسباب هذا التحول، فقد أوقدت جذوة الروح وأجادت التحضير النفسي والمعنوي وبرعت في خلق أجواء نقية أسرية تكاملية متفاعلة تحدثت بذلك دموع معاذ وعقلانية تيسير وتحامل عمر وتجاهل نواف وردود أفعال دكة الاحتياط! - ويبقى من المهم أن أنوّه بأن ما أشرت إليه لا يعني تكسير مجاديف رحلتنا نحو العالمية بقدر ما هو رؤية شخصية تنشد الأفضل وتتمنى كما تتمنون استمرارية العطاء بنفس الروح والعزيمة والإصرار وتخشى في نفس الوقت من الدخول في «حسبة برمة» في النهاية! وسلامتكم.