¿¿ في الحياة لا يوجد أجمل من التفاؤل حتى وإن كانت المعطيات كلها توحي بخلاف ذلك، وشخصيا أميل إلى التفاؤل في شتى الأمور، ووفقا لذلك أعلنت غير مرة وفي أكثر من مناسبة تلفزيونية انضمامي لحزب المتفائلين بالمرحلة المقبلة للمنتخب السعودي. ¿¿ الليلة يخوض الأخضر أولى معاركه أمام تايلند في الجولة الأولى من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2018، وفي هذا اللقاء تحديدا ستكون الأعين شاخصة مرتقبة لظهور مختلف وبداية استثنائية نطوي معها صفحات الخيبات والنكسات المتتالية طوال الأعوام الماضية. ¿¿ أمام تايلند نريدها بداية مختلفة، تبعث الاطمئنان لقلوب الملايين من الجماهير والعشاق الذين أضناهم طول الانتظار، فكل الأعذار الماضية لا مكان لها في قاموس الجماهير التي آلمها ابتعاد الأخضر عن المحافل القارية والعالمية. ¿¿ قلتها سابقا وسأكررها ما حييت، من له ماض سيعود، وأخضرنا بحول الله ثم بعزيمة الرجال سيتجاوز المنعطف الحرج وسيعود زعيما للقارة بعد أن تنازل عنها لأسباب من غير المناسب الحديث عنها الآن. ¿¿ الكرة الآن في مرمى اللاعبين، والظروف تبدو كلها مهيأة لتسجيل نتيجة إيجابية والظهور بمستوى مشرف، خاصة في ظل الدعم الكبير من القيادة الحكيمة والمنظومة الرياضية بشكل عام، ناهيك عن الدعم الاعلامي والجماهيري الذي لاحت بوادره بالأفق منذ فترة ليست بالقصيرة. ¿¿ الجهاز الإداري للأخضر أخاله يدرك جيدا أهمية نقاط البداية، لذلك يجب أن تكون التهيئة النفسية لللاعبين مختلفة، ولعل القديرين زكي الصالح وطارق كيال يعيان ذلك تماما وهو المأمول منهما نظرا لخبرتهما الكبيرة ودرايتهما الواسعة بهذه الأمور. ¿¿ الثقة المفرطة والغرور والركون للفوارق الفردية والمهارية لا مكان لها إطلاقا، صحيح أن الكفة قد تميل للأخضر أمام خصمه هذا المساء، ولكن كرة القدم غدارة ومنصفة في نفس الوقت، فمن يعطي ويبذل ويحترق طوال تسعين دقيقة سيجني لا محالة ثمرة جهده وعطائه. ¿¿ التوفيق بيد الله أولا وأخيرا، والجماهير لا تطلب المستحيل، فقط نريد من اللاعبين الإحساس بأهمية المرحلة، واللعب طوال مجريات اللقاء بروح وعزيمة وإخلاص، لا أحد يشكك في نجومنا ومدى تعطشهم ورغبتهم الجامحة في التأهل للمونديال، ولكن في الوقت ذاته نريد أن تتوج الرغبة بالعطاء والمستوى والنتيجة. ¿¿ أخيرا وعودا على ذي بدء أعود إلى حالة الفأل التي تسود الشارع الرياضي هذه الأيام، وأتمنى من كل قلبي أن تستمر حتى النهاية، فالثقة والدعم المستمر سيكون له مفعول سحري على اللاعبين وحتى الأجهزة الفنية والإدارية، بل أجزم أن أولى خطوات العودة والتصحيح لن تخرج عن محيط التفاؤل والثقة بعد توفيق الله تعالى. قبل الطباعة ثقتي لا حدود لها في حضور مختلف للجماهير الوفية هذه الليلة، والجماهير السعودية كانت وما زالت الداعم الأول بعد الله لمنتخبنا، لذلك أتمنى وأعشم نفسي كثيرا بأن أرى مدرجات الدرة ممتلئة عن بكرة أبيها لتكتمل أركان الفرحة بإذن الله. وعلى دروب الخير ألتقيكم بإذن الله تعالى في الأسبوع القادم ولكم تحياتي.