تتجه الجهود لترتيب هدنة في اليمن تشمل وقف إطلاق النار وتجميد العمليات العسكرية وتقود الولاياتالمتحدةالأمريكية هذه الجهود مقترحة أن تكون الهدنة لمدة 72 ساعة وقد صدرت إشارات من الحكومة الشرعية اليمنية تشير إلى استجابتها إلى هذه الجهود شريطة أن يلتزم الانقلابيون من الحوثيين وجماعة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بهذه الهدنة في حال إقرارها وأن يشمل الالتزام وقف تهريب الأسلحة والصواريخ المرسلة من إيران إلى الانقلابيين إذ تم في الهدنات السابقة خرق الحوثيون وجماعة المخلوع الاتفاقيات من خلال تهريب الأسلحة من مصدرين أصبحا معروفين لقوات التحالف العربي والقوى الدولية الأخرى التي تراقب ما يجري في اليمن إذ ينشط المهربون المتخصصون في تهريب الأسلحة وجلهم من مافيا تجارة الأسلحة والتي تضم مجموعة من المهربين اليمنيين واللبنانيين بإيصال الأسلحة إلى الحوثيين بالذات وقد انضم لهذه المافيا مهربو الخمور والمهربون الذين كانوا يحظون بحظوة خاصة من قبل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أثناء حكمه، إذ تحول هؤلاء المهربون من تهريب الخمور إلى تهريب الأسلحة مستغلين تصاريح منحت لهم من قبل حكومات الرئيس المخلوع وخبرتهم في إتمام عمليات التهريب إذ يستعملون تصاريح استيراد الأبقار والمواشي إلى اليمن من إفريقيا وتصاريح استيراد الخمر، لجلب الأسلحة إلى الانقلابيين، وتتم عمليات التهريب عبر دولتين إحداهما إفريقية ويعتقد أنها دولة أريتريا التي وضعت إحدى جزرها تحت تصرف الإيرانيين من خلال تأجيرها لإيران أما الدولة الأخرى فقد أشارت المصادر اليمنية بأنها دولة عربية شقيقة مجاورة لليمن وبما أن لليمن جارتين عربيتين هما السعودية وسلطنة عمان, فقد وضح معنى المقصود بالدولة الشقيقة الجارة إذ لا يمكن أن تسمح السعودية باستعمال أراضيها لوصول أسلحة للانقلابيين الذين يوجهون الصواريخ الإيرانية للأراضي السعودية، وزاد من تحديد سلطنة عمان ضبط شاحنات عليها لوحات عمانية تحمل أسلحة مهربة للحوثيين بينها صواريخ ومدافع، وهو ما يثبت عمليات التهريب التي تتم عبر حدود السلطنة والتي تتم عبر عدة منافذ منها منفذ شحن الرابط بين محافظة المهرة وعمان، ومنطقة حوف وهي نقطة حدودية بين عمان ومحافظة المهرة، وميناء نشطون في المهرة والذي يعد شريان رئيس للتهريب، ومنطقة رأس الضربة والتي تمتد شرقاً حتى سيحون غرباً، وهي منطقة كبيرة للتهريب, والحوثيون متوادون باستمرار لتسهيل مرور كميات التهريب وهناك مناطق نشطة للتهريب تشمل حوف وحات وسيحون وحصوين وشحن والغيطة، بالإضافة إلى منطقة الريدة في حضرموت مع وجود شريان كبير للتهريب يمتد من ذباب إلى الخوخة. نجاح الحوثيين في استعمال كل هذه المناطق والمنافذ الحدودية يثير تساؤلات كثير من المتابعين عن (تساهل) إن لم يكن تواطئا لتسهيل عمليات التهريب ومن قبل أجهزة دولة عربية شقيقة لليمن، وهذا ما يجعل الإصرار على وقف تهريب الأسلحة وتسهيل وصولها للانقلابيين شرط لا يجب التفريط به، خاصة وأن عمان إحدى الدول الناشطة في جهود إقرار هدنة جديدة.