لعبت بعض الأفلام السينمائية دوراً مهماً ورئيساً في الترويج لبعض الدول والمواقع السياحية فيها، ولعل أهم هذه الأفلام على مستوى تاريخ صناعة السينما الحديثة يُعتبر فيلم «The Lord of the Rings»، وما عرف عربياً ب «ملك الخواتم» الذي تم تصويره في نيوزلندا، وحظي هذا الفيلم بنسبة مشاهدة عالية وجماهيرية كبيرة وبالتالي تم الترويج للسياحية الطبيعية أو ما يُعرف ب «Eco Tourism». وإذا أردنا مناقشة هذا الموضوع من الناحية العلمية لوجدنا أن هناك نظريات في علم صناعة السياحة تحث على استخدام الإعلام المرئي، وذلك عن طريق الأفلام السينمائية بحيث ينجذب المتلقي للحدث والفيلم، وبالتالي يكون هناك رغبة للمتلقي لاكتشاف الموقع الذي تم تصوير الفيلم فيه والأمثلة على هذا كثيرة. ومن الدول الخليجية التي أتقنت هذه (اللعبة) الإعلامية السياحية الترويجية هي دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك عندما تم تصوير فيلم «Mission: Impossible - Ghost Protocol «للنجم السينمائي توم كروز في دبي وتحديداً في برج خليفة الذي يُعد أيقونة سياحية لفتت الأنظار وجذبت السياح من مختلف الأقطار. وفي العام الحالي جذبت الإمارات مجموعة من النجوم والمخرجين للتصوير فيها منهم النجم براد بيت في فيلم «God Of War» وكذلك الجزء السابع من فيلم «Star Wars»؛ كل هذا جعل الإمارات تكتسب شهرة كبيرة على مستوى العالم بسبب تصوير هذه الأفلام، الأمر الذي جعل الزوار يحرصون على مواقع الجذب السياحية في دبي وأبوظبي. وإذا أردنا الحديث عن الدول التي أتقنت هذه اللعبة الإعلامية على المستوى العالمي لوجدنا أنها كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر بريطانيا وأفلام «Harry Potter»، فالقطار البخاري ما زال إلى الآن يجذب السياح لزيارته. وبلغة الأرقام أكد معهد السينما البريطاني أن 10% من السياح الذين يأتون إلى بريطانيا يرغبون في مشاهدة أماكن التصوير للأفلام التي لاقت نجاحاً كبيراً لدى الجمهور لدرجة أن بعض الشركات السياحية بدأت تنظم جولات سياحية لمشاهدة هذه المواقع والاستمتاع بها من قبل السياح مثل شركة «بريت موفي تورز».كذلك فإن كرواتيا التي شهدت تصوير مجموعة من الأفلام في بعض المحميات الطبيعية، جعلها تتواجد في خارطة أفضل الوجهات السياحية على المستوى العالمي، وذلك بتقارير رسمية من مركز السياحة الحكومي الكرواتي وأبرز الأفلام التي تم تصويرها في كرواتيا «Game of Thrones». والأمثلة في هذا السياق كثيرة ويطول سردها ولكن المهم في الأمر أن صناعة السينما لها بعد آخر يتعلق بصناعة السياحة وبالتالي مكاسب اقتصادية مثمرة للبلد وللمجتمع المحلي، وعلى الرغم أننا نمتلك مواقع جذب سياحية مدهشة ونمتلك مقومات جذب طبيعية متنوعة فيها المواقع الطبيعية والتاريخية والحضارية التنموية. لكن مع الأسف كل هذا لم يتم استغلاله حتى الآن من المخرجين المحليين أو حتى من المنتجين وبالتالي، وغابت مواقع الجذب السياحية المحلية في أفلامنا، والمطلوب من هؤلاء الاهتمام أكثر والحرص على إبراز هذه المعالم في سياق مضمون الفيلم دون أن يكون الطرح وثائقياً تقليدياً مملاً للمُشاهد.