أصبح لدى الكثير من الناس شبه (تشبع) من الأماكن السياحية والترفيهية في العالم، لقد سافر الكثيرون إلى مختلف دول العالم، ورأوا سهولها وجبالها ومدنها، والكثير منهم من لف حول العالم عدة مرات؟ لذا يبدو أن هناك ترددا في السفر إلى الخارج حتى بالنسبة إلى أولئك الذين يهربون من حرارة الصيف هنا، فإن الحر في الدول الأوروبية أصبح لا يطاق، وأصبحت الحياة في الصيف هنا أفضل بكثير لوجود وسائل التكييف في كل مكان!. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن؟ إذا كانت المناظر أصبحت مألوفة وعنصر السفر للتغيير قد فقد ؟، و (الجو) أصبح غير مريح ولا بد من وجود أجهزة التكييف، وتكلفة الإقامة والمعيشة أصبحت غالية جدا، والأمن غير مضمون وأصبح السائح وبالذات الخليجي مستهدفا للسرقة والنصب والاعتداء والمضايقات؟. إذا كان هذا واقع السياحة الخارجية، أليس من الأوفق الآن أن نفكر في المتاح في السياحة الداخلية وفيما ينقصها من جذب للمواطن؟. والواقع أن السياحة الداخلية اليوم غيرها بالأمس، فالأماكن السياحية عندنا لم تعد كما كانت زمان بدائية. السياحة أخذت تدريجيا تتحول إلى صناعة بالمفهوم الحضاري تهدف إلى إسعاد (الزبائن) وراحتهم وجني الربح الحلال من وراء ذلك؟ فقد تنقصها بعض ملتزمات السياحة والترفيه مثل السينمات ومسارح الأطفال وما شابه، علما بأن أكثر ما يذهب إليه يوميا في الخارج أبناء وطننا في سياحتهم هي (المولات)، والمولات بحق إنها في مدننا تفضل كثيرا من متاجر ومولات بعض الدول التي يقصدها (ربعنا) ولكن مولاتهم (تتميز) عن أسواقنا بوجود السينمات.!، فإذا كان الخوف مما سوف يعرض في تلك الصالات فإن المراقبة والسيطرة على ما يعرض في سينمات العالم سهل وممكن. وبلدنا ليس جديدا عليه (السينمات)، فقد كانت هنا أحواش وفنادق يعرض فيها يوميا أفلام يدخلها الناس بتذاكر ولم يحدث أن أشيع عنها ما يخدش الحياء أو يخل بالأمن والعرف والشريعة.!، علما بأن مشاهدة الأفلام متاحة في بلدنا كأي بلد آخر في المنازل فالقنوات ويوتيوب وغيرهما تبث من الأفلام الحلال مشاهدتها والحرام متابعتها ولا يمكن أن تخضع للرقابة أو السيطرة كدور العرض السينمائية لم سمح لها.؟. فإذا أردنا أن ندعم السياحة الداخلية فعلينا أن نجعل (المولات) في مدننا أكثر جاذبية؛ فالمولات هي مبغى ومطلب السياح من (ربعنا)، فليست الآثار والمناطق التاريخية هي ما يسعون إليه (جماعتنا) في سياحتهم الخارجية.؟.