من المتعارف عليه أن نجوم كرة القدم «اللاعبين» يتسللون إلى نفوس عشاقهم وعشاق أنديتهم بما يقدمونه من إبداع.. لكن الحكم عبد الله الشلوي نجح فعلا في التسلل لأعماق عشاق الكرة رغم أنه حكم وليس لاعبا بعد أن نثر إبداعه وتميز في فترة قصيرة بقراراته الإيجابية في الغالب. وبالرغم من عشقه لأحد الأندية الكبار إلا أنه لم تأخذه ميوله وعاطفته إلى مجاملته وإعطائه غير حقه عندما يكون أحد الحكام الأربعة لطاقم مباراة فريقه المفضل, فالعدل سر تميزه, وبروزه سر نجاحه, فقد تفوق على من هم أقدم وأكثر خبرة منه. إبداعه ونجاحه هو من جعلني أكتب هذا المقال لإعطائه ولو القليل من حقه علينا كمتابعين وجمهور يعشق المستديرة وفنونها ومن هم يديرونها داخل وخارج المستطيل الأخضر. إنني حين أكتب انتقي كلماتي وحروفي لتكون ذات جمال منفرد فعندما اخترت حكمنا الشاب الكابتن عبدالله الشلوي لتعبر هذه الكلمات عما نكنه نحن كجمهور ومشاهدين من إعجاب وتقدير واحترام له ولنعطيه ولو الشيء القليل من حقه, فعندما يكون للإبداع عنوان فهو عنوان له وعندما تكون كرة القدم فنا ومتعة فهو أحد مكملات هذه الفنون. وقوفه كمساعد حكم لرفع الراية ومتابعة مجريات المباراة ممزوج بشيء من الشموخ والعشق لهذه المجنونة فحينما لم يكن لاعبا وهذا ما كان يتمناه منذ الصغر فقد قادته إرادة الله ليكون حكما على من يلعبونها ومنصفا وعادلا لقراراتها. لقد أصبح الحكم السعودي منافسا وبقوه لحكام العالم بقدرته على قيادة وإدارة مباريات كرة القدم بلعبتها المحلية والعالمية وأصبح نموذجا يحتذى به في المحافل العربية والدولية. أخيراً وليس آخراً عندما نمنح الحكام الثقة ومزيدا من الصبر فإنهم سيقدمون لنا صورة جميلة تعكس المستوى الحقيقي للحكام فالحكم بشر بطبعه يخطئ ويصيب ولا يجب أن نلقي اللوم عليهم خاصة الذين تخسر فرقهم ويتهمون الحكام بذلك.