الاحتراف في أي مجال أمر مهم والأخطاء التي يرتكبها المحترف تكون قليلة ولأنه يمكن محاسبته بعيدا عن الاعتذار إلا من أخطاء البشر والمكتوبة على بني آدم. واحتراف لعبة كرة القدم في ملاعبنا جاء بالنفع على من أعطاه الله المهارة مادياً، خصوصا لأنه ليس له وظيفة حكومية ثابتة يأكل منها عيشة وأسرته، على الرغم من عدم تطبيق الاحتراف الدولي بشروطة الصارمة على لاعبينا، وهذا يعود للجنة الاحتراف وإلا لما رأينا من تدني مستوى اللاعب مع المنتخب ورقيه مع ناديه فقط وقد كتبت عن هذا الموضوع في مقال سابق حول سبب تخاذل بعض اللاعبين وتقصيرهم مع "الاخضر" وإبداعهم مع أنديتهم وكيفية محاسبتهم لو أردنا عودة البطولات. الكل يشاهد ما يفعله بعض الحكام في أندية خسرت الملايين في سبيل إعدادها للبطولات في مختلف الدرجات وشراء لللاعبين المحليين والاجانب والتعاقد مع مدربين ومعسكرات اعداد وصرف عليها من أعضاء الشرف والميزانية الخاصة لكل ناد من رعاية الشباب والدعايات والدخل، وفي حالة وجود خطأ على الحكم في قراره وبعد أن يقر من لجنة الحكام يكتفى بمنعه عن التحكيم لمدة مباراة أو مباريتين، هل هذا كاف؟ طبعاً في نظر النادي المتضرر لا وألف لا. فكيف يكون التوقيف كافيا بفقدان بطولة أو تغيير ترتيب المتصدرين للدوري او الكأس، وهل سيعيد الايقاف حق النادي الذي حرم منه طبعاً لا. وما حدث في مباراة الهلال والأهلي ومباراة الهلال والفتح وما كان يفعله الحكم بما يسمى بالحرب النفسية على لاعبي الشباب وأخذ الحق من أهله وإعطائه للغير في مباراة الفتح ونادي النصر وعدم احتساب هدف لا يمكن إلغاؤه حتى لو كان الحكم من الدرجة العاشرة، تصوروا لو كانت المباراة ختامية ستكون وبحضور ولي الأمر الذي يتمنى كل مواطن محب اللقاء به والسلام عليه ويعتبر تاريخا لأي رياضي. احتراف التحكيم لم ينظر له على مستوى الاتحاد الدولي ال "لفيفا" بل هم موظفون يأخذون مكافآت على كل مباراة في تصفيات كأس العالم أو غيرها من البطولات المعتمدة الدلوية، ولو احترف التحكيم وتفرغ ذهنياً لتغير الوضع خصوصا عندنا وكثرة الأخطاء التي أضاعت ترتيب فرق تعودت على البطولات واعتلاء منصات التتويج، فمحاسبة الحكم بالحسم من راتبه الاحترافي ورد اعتباره ممن أساء إليه من لاعب أو إداري أو جمهور أو حتى صحافة أمر مهم، وسيعينه على التألق والتقليل من الاخطاء، ومع الاسف ان المكافأة التي يحصل عليها الحكام بالكاد تكفي لمصاريف الفنادق وتذاكر السفر عكس الحكام الأجانب من أوروبا وغيرها الذي يحضرون (محفولين مكفولين) وبآلاف الريالات بينام حكامنا في الدرجة ذاتها بالكاد يحصلون على ألفين ريال وهم يدفعون للفنادق التي يسكنونها وتذاكر السفر والأكل والشرب، فلماذا لا يحترف الحكم ولايوجد مانع لذلك لا مادياً ولا غيره. وأعتقد أن من المفروض أن لا يقل راتب الحكم عن 25 ألف ريال غير المكافأة من الاتحاد السعودي في كل مباراة وهذا الراتب والمكافأة هي التي يحاسب بموجبها. واللاعب الذي يخطئ على الحكم يغرم ليس بخمسة آلاف ريال فقط بل يكون مئة ألف فما فوق وتعطى للحكم وليس لرعاية الشباب خصوصا ان تجاوزات اللاعبين كثرت هذه الأيام من تلفظ و تهديد أو مشادة كما شاهدنا وسمعنا في مباريات عدة. وحتى الإداريين رواتبهم عاليه ويفترض ان يحاسبوا على أقل تقدير ب 50 ألف ريال ترد للحكم في حالة عندما يتجاوز ضده الاداري. * لاعب دولي سابق بكرة القدم نادي الشباب