عندما أكتب عن أولئك النجوم أمثال سعد الحارثي تجرني حروفي وكلماتي أن أنتقي ما يليق بهم من جميل القول.. نثر الإبداع وتميز في فترة قصيرة ليكون نجماً لامعاً وكبيراً زرع حبه وعشقه في قلوب الجماهير الرياضية وجميع من عرفه. عندما بدأ مسيرته الكروية مع نادي النصر السعودي واختتمها مع نادي الهلال ضرب عصفورين بحجر واحد وذلك لأن النصر والهلال أندية عريقة ولها سمعتها الكروية ولأنهما يملكان من الجماهير والشعبية الشيء الكثير.. فسعد الحارثي الذي زرع في قلوب عشاق العالمي وعشاق الزعيم محبته وشعبيته كان نجماً غير عادي فهو موهبة كروية تستحق الإشادة استحق لقب راؤول العرب وكذلك الذابح وألقاباً كثيرة عطفاً على المستويات والإبداعات التي قدمها في مسيرته الرياضية. ربما كان قرار الاعتزال مبكراً وربما تكون تلك الإصابة سبباً رئيساً في ذلك فكم حرمتنا تلك الإصابات من نجوم كانوا مبدعين كالنجم سعد وكذلك النجم نواف التمياط وغيرهم من النجوم فعندما اختار هذه البداية وتلك النهاية كان على حق. فكرة القدم وعالم الاحتراف يسمح له بذلك فعندما عشقوه في الأصفر وانتقل للأزرق الهلالي قال البعض إنه اختار الطريق غير الصحيح وربما أغضب ذلك جماهير العالمي لأنه اختار الفريق المنافس وهم يعلمون بأننا في عالم الاحتراف وليس في ذلك شيء يجعله يكون على غير حق إضافة إلى أنه اختار الزعيم والذي لديه تاريخ حافل بالبطولات.. فكثير من اللاعبين حذو حذوه على المستوى العربي وكذلك الآسيوي والعالمي. كما أرى أنه في عالم كرة القدم هناك من يصنع له تاريخ وهناك من لا تاريخ له.. ولكن من حفر اسمه في قلوب الملايين وزرع البسمة في أكثر من فريقين وقدم مع الأخضر مستويات وأهداف لا تنسى من جعل اسمه يعلو في المدرجات لتهتف له ملايين البشر فقد صنع له تاريخاً ومكانة، هكذا أنت أيها النجم الخلوق المحبوب كنت عالمياً وزعيماً ثم اخترت الرحيل بصمت. اعتزل سعد كرة القدم وهو راض كل الرضى عما قدمه سواء في المنتخب أو النصر أو الهلال. اعتزل بعد ما زرع حبه في قلوب الجماهير اعتزل وهو في قمة عطائه اعتزل وهو ما زال يملك الكثير ليقدمه في حياته الكروية ولكن ربما أجبر على ذلك بسبب الإصابات التي عودتنا على مطاردة النجوم وحرمتنا من إبداعهم فمهما كتبت لن أوفيك حقك فقد يعجز القلم عن الكتابة وتعتذرك قواميس اللغة كي تجد ما يليق بك. لن أقول وداعاً سعد ولكن تمنياتي لك بحياة سعيدة ولنا لقاء إن شاء الله.