تخلو الأيام منك لتعيش في مكان آخر بعيد عن مدى نظري ولكن يخالجني شعور مبهم أنك سوف تخرج من بين أطراف أصابعي وأنا أكتب لك أو أن صوت مقدم الأخبار المتجهم سوف ينقلب لصوتك وتغني لي (أهواك)..! أنت..! أيها الغافي على صدر الغياب استيقظ ..! فلا العويل يزعجك ولا حتى الدموع التي تنهمر عليك كالمطر قادرة على إيقاظك ذلك المنبه فقط القابع على طاولة سريرك المهمل قادر على دغدغة شعورك لأنك تشترك في صفات الجماد معه .. هل أخبرتك أنك تشبه الكرسي تحتضن الجميع ولكن لا تسمح لأحد أن يلتصق بك إلى الأبد؟! تستمع لكل الأحاديث تحمل ذراعيك كفوف المتشبثين بك عندما يريدون النهوض بعد إرهاق الحزن لهم وأنت جامد في مكانك تستقبل وتودع وكأن الناس من حولك كلمات تتطاير هنا وهناك . لم أكن أتخيل عندما أحببتك أنك الذي ستقودني لقدر الانتظار رغم كونك الانتظار المرتقب؟! كنت لي عناوين الفرح القادمة من أقصى تكوين خيالي لأسير معك على دروب لم تكن لولا حضورك ولكنك للأسف أضعت العناوين وطمست الدليل إلى الطرقات وتركتني هائمة أبحث عنك وأنت أمامي! يا رجل الهواء المتنقل الثابت..! أنت مثل كرسي غرست أقدامه في حديقة، قدره البقاء وقدرهم الرحيل وقدري أن تكون ضمن دقائق أيامي. ليتك كنت غيمة افتقدها وتعود أو يوماً لا يخون ترتيبه بين الأيام يصافحني عند ابتسامة الشمس ويرحل عندما أغمض عيني وأتمتم تصبح على خير ولكنك روح ضلت طريقها هربت منهم لتختار روحي المسافرة رفيقة تعب لا تشتكي! يا الله كيف لك أن تختلط بأنفاسي وتحرك أصابعي باتجاه حروف لا تكتب غيرك وكأننا البوصلة وأبرتها وجاذبية الأرض لا تتدرك غيرنا لنغير اتجاهات الكون نحو الوسط ونلغي جميع الاتجاهات..! هنا مطر في منتصف أغسطس! درجة الحرارة تنخفض لتصل إلى 15وأنت تفتح من نجد نافذة وهج شوق لا ينطفئ حتى يخيل لي أن (طويق) يبتسم من بعيد..! مارد متمرد ساحر أو مسحور كلهم أنت لتخرجني من دائرة الإلهام إلى الجنون وبدلاً أن أكتب لك صرت أكتب عن وجعك وتلونات وجهك لكي ترضيهم وتبكيني! يا قدري فارقني حتى أحبك أكثر ولا تتقدم خطوة واحدة حتى تكف يدي عن التلويح لك عندها فقط ستكون الدنيا قد كسرت قلمي وتاهت حروفي عنك..