لو تلفت يميناً وشمالا في مجتمعك أو غير مجتمعاك أو أنك بحثت في عالم الرجال المشاهير وغير المشاهير لوجدت الملايين منهم لم يتزوجوا بعد رغم تجاوز بعضهم متوسط العمر وأكثر. وهناك الآلاف من المشاهير الذين تعرفهم أو تقرأ على الأقل عنهم وكتاباتهم وتعرف الكثير من تميزهم الإبداعي والثقافي وحتى المالي. هنا يقفز السؤال الذي جعلته عنواناً وموضوعاً لهذه «الإطلالة « لهذا اليوم، لماذا لا يتزوج بعض الرجال؟! وفطرة الإنسان منذ خلقه الله وهو يبحث عن نصفه الآخر، البعض يجده سريعاً في محيطه الأسري أو القبلي أو حتى في مجتمعه وما أكثر المواطنات الجميلات والمتميزات اللواتي يحلمن بالاقتران بشاب من الوطن..! وهناك من تدفعه الظروف للبحث عن هذا النصف الجميل والرقيق خارج الحدود ليحقق حلمه بالزواج، وأعرف أشخاصاً كثيرين دفعوا أموالاً طائلة في بلادنا وغير بلادنا للحصول على الترخيص بالزواج من فتاته العربية أو الأجنبية من خلال السوق السوداء.. هروباً من الحصول عليها حسب الإجراءات الرسمية المتبعة وبدون مقابل عبر معاملة قد تطول.. وتجربة الزواج أو الارتباط بفتاة كاعب حسناء تلعب بقلب هذا الشاب أو ذاك أو حتى رجل تجاوز عقده الخامس وأكثر، فالزوجة (الفتاة) تمثل محوراً أو مركزاً أو أساساً في حياة الإنسان السوي العاقل المتزن الذي ينشد الحياة الأسرية المستقرة، فالمرأة كانت مصدر وجوده فهي أمه التي أنجبته. وكما يؤكد الأطباء النفسيون أن الرجل عند ما يكتئب أو حتى يمرض فإنه يبحث عن والدته أو حتى شقيقته في حال عدم وجود والدته، فالمرأة هي المرفأ والمأوى والوسادة التي يضع عليها رأسه المتعب بالهموم والشجون والآمال والتطلعات.. وما يقال عن الرجل يقال عن المرأة فكلاهما له نفس المشاعر والأحاسيس والآمال والتطلعات لكن (إطلالتنا) اليوم هي عن الرجل لماذا لا يتزوج البعض.. مرة قرأت ومنذ سنوات وفي زاويته الشهيرة (حدود المحبة) في الزميلة اليمامة ما كتبه حبيبنا الراحل الشيخ فهد العريفي -رحمه الله- فقال: تصوروا أيها السادة أو تخيلوا على الأصح -ما شئتم لو أن البذرة الثانية في الكون جاءت بمواليد من الذكور لعقود متتابعة من الزمن؟! فماذا سيكون مصير الكون والحياة وهل سيكون لهما وجود؟! الجواب القاطع والأكيد: لا. وباختصار كان المقال الذي حمل عنوان «المرأة ودورها العظيم في الحياة» يتحدث عن هذا الدور الخلاق والمتميز للمرأة في حياتنا. فكيف بعد هذا وقبل هذا لا يتزوج البعض بالمرأة ويسجل نفسه في قائمة «العزاب» والمحرومين من سماع كلمة: بابا.. أبوي.. أبو.. جدي.. هذه الكلمة التي تدخل الأذن بدون أذن لتداعب شغاف القلب. وتدفع بالواحد منا أن يفتح ذراعيه بمساحة العالم ليحتضن ابنه الصغير أو حفيدته! وبحشرية الصحفي أو الإعلامي أو الكاتب رحت أسأل أحدهم من مشاهير العزاب الذين أعرفهم عن سبب عزوفه عن الزواج فرد بصراحة: كانت هناك فتاة مسماة لي كما يقال لكن جاء رجل ثري وله مكانته في مدينتا فخطبها وسرعان ما تزوجها.. رغم أنه كان لديه زوجة لكن والدها لم يستطع الاعتذار أو عدم الموافقة عليه لمكانته في المجتمع، وبالطبع عشت أياماً تعيسة كدت خلالها أفقد عقلي لكن وبفضل الله أتيح لي العمل في شركة شهيرة، وبعدها ذهبت للخارج للدراسة والحمد لله نجحت في دراستى وعملي لكنني عاهدت نفسي أن لا أتزوج، فالحق إنني كنت أحب تلك الفتاة بحكم قرابتها لي ولا أريد أن تحتل فتاة أخرى غيرها في تفكيري مع أنها الآن ما شاء الله أم ناجحة وسعيدة. وأضاف: تستطيع أن تقول نوع من الوفاء لذكرى زمن جميل! وقال «عزوبي» شاب عن عدم زواجه حتى اليوم على الرغم من كونه موظفاً ناجحاً ولديه مختلف المميزات التي تجعل كل فتاة ترغب في الزواج منه: بداية الزواج كما تعلمنا قسمة ونصيب والله يكتب اللي فيه الخير. وبيني وبينك لم أجد الفتاة القريبة صورتها من الصورة التي أتمناها وأحلم بها، وأنا ضد الزواج من داخل الأسرة أو حتى القبيلة، ولست مستعجلاً ويوماً ما سوف أتزوج لكن لماذا العجلة؟ يقولون كل تأخيرة وفيها خيرة، والمكتوب مكتوب.. ومع هذا الوالد والوالدة دائما يلحان علي بالزواج لكني كما قلت لست مستعجلاً.