إننا نتقدم ونرجو منكِ ذلك بل نطمح أن تسبقينا وأمام كل حلم وطموح نجدك في انتظارنا، تذبين عنا ما يعرقل مسيرتنا، ويؤخر قطف ثمارنا، إننا بحاجة ماسة إليكِ وأنت قوية لا ضعيفة، نشيطة لا كسولة، مؤمنة بدورك حريصة على تمامه، لا كافرة به ولا غارقة بمياه البيروقراطية الآسنة، التي جعلت بيننا وبينك مسافة هائلة من اليأس والجزع وضمور كل حلم جديد توسمنا فيه الخير لحظة ولادته، فها هي «هيئة الثقافة» منذ التصريح عنها وهي قابعة في عالم مظلم لا ندري عنه! فمتى تطلع على الدنيا أو على الأقل نعرف شيئا عن سيرتها ومسيرتها؟!. تعلمين أن تقنية هذا العصر تركض لكشف المستور ونبش القبور وكل سر فيها ذائع الصيت، فما جدوى حجب هذا الموقع أو ذاك طالما أن التقنية تكفّلت بكسر الحجب من خلال برامج عددها يفوق أحلامنا مع أحلامك، وقدرتها تتجاوز جمودنا الثقافي وجمودك، ثم لنفترض أن المصلحة العامة تتطلب هذا الحجب ألسنا شركاء في بناء الثقافة ومن باب هذا الشراكة علينا معرفة أسباب الحجب بعرضها في موقع الوزارة بشكل واضح مفصل حضاري بدلًا من مباغتة المفاجأة غير السارة؟! هذا السير الحثيث لحجب المواقع يمشي بمحاذاة منع بعض الكتب ومصادرتها من المكتبات ومعرض الكتاب في وقت لا يخفى أن كل ممنوع مرغوب وكل مرغوب الحصول عليه بات ممكنًا وسهل الاقتناء بكبسة زر تحمل على عاتقها مسؤولية تحميل الكتاب ومن ثم قراءته، ثم لنقول إن بعض الكتب من باب النضج يجب منعها أين كانت الوزارة وأين كوادرها قبل نزولها للأسواق ووضعها على رفوف المكتبات، بدلا من الظهور كمن استيقظ مذعورا على واقع مخجل، تقوم فيه جهة أخرى بعيدة عن الوزارة بسحب تلك الكتب في منظر لا يسر معرفة، ولا يقنع ثقافة؟! نأتي على وجع الشح المعرفي الثقافي الذي كان نصيبنا منه وافرًا، وينوء بأولي العلم والمعرفة حمله وتحمّله فمعرض في الرياض وآخر في جدة يجعل بقية المناطق الشرقية والجنوبية والشمالية في منأى عن وهج حضاري، كما أن سكانها يتكبدون من أجله أعباء السفر والترحال، والأولى وصول المعرض إليهم. إقامة خمسة معارض في بلاد كبلادنا عدد مناسب يفي بحاجة كل المناطق ولا يستثني في الوعي منطقة دون أخرى. آخر العتب وآخر الآمال وقبل أن أعتذر عن إثقالكِ بالهموم: نرجو الإنفاق والاهتمام بالمثقفين الذين تجاهلتهم الحياة وتكالبت عليهم سنين العمر فتعثروا بحاجتهم المادية عن إكمال المسيرة الثقافية، وراحوا يركضون في فجاج الأرض يبحثون عما يسد رمقهم، ورمق ديّانة لا يعرفون الكلل من طرق الأبواب. عزيزتي الوزارة إننا شركاء في مسيرة الثقافة وآمالنا فيكِ كبيرة وكثيرة نقدّر صبرك الجميل على ملاحظاتنا، كما نرجو منكِ تفهُّم حرصنا وطموحنا وتحقيق آمالنا البسيطة مقابل ما تملكين من إمكانيات وفّرتها الدولة. خالص الود وأطيب المنى لكِ بالتوفيق. - نادية السالمي