اعلن رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم أمس السبت أن 265 شخصاً قتلوا وأصيب 1440 آخرون بجروح من العسكريين من غير الانقلابيين ومن المدنيين في محاولة الانقلاب التي اعتقل فيها 2839 جندياً. وأكد يلدريم السيطرة التامة على الوضع متحدثاً من أمام مقره في قصر جنكايا في أنقرة وبجانبه رئيس أركان الجيش خلوصي آكار الذي احتجزه الانقلابيون لساعات. ووصف يلدريم محاولة الانقلاب بأنها «وصمة سوداء» في صفحة الديموقراطية في تركيا. وقال «هؤلاء الجبناء سينالون العقاب الذي يستحقون». وأعلن قائد الجيش في وقت سابق مقتل 104 انقلابيين. واتهم يلدريم، كما الرئيس رجب طيب أردوغان، الداعية المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله غولن بتدبير محاولة الانقلاب. ويتهم أردوغان حليفه السابق غولن بإدارة «منظمة إرهابية». وكان طلب من واشنطن تسليمه لكن الأميركيين رفضوا ذلك. وقال يلدريم «فتح الله غولن يتزعم منظمة إرهابية». وأضاف من دون تسمية الولاياتالمتحدة «الدولة التي تقف إلى جانب فتح الله غولن ليست صديقة لنا». وكان غولن نفى ليلاً أي علاقة له بالانقلابيين. وقال «من المسيء كثيراً بالنسبة لي كشخص عانى من انقلابات عسكرية عديدة في العقود الخمسة الماضية، أن اتهم بأنني على أي ارتباط كان بمثل هذه المحاولة». وكان قد أعلن الجيش التركي صباح أمس السبت إحباط المحاولة الانقلابية الدامية التي نفذها عسكريون متمردون، فيما حض الرئيس رجب طيب أردوغان الحشود على البقاء في الشوارع للتصدي لأي موجة «تصعيد جديدة». وأعلن قائد الأركان بالنيابة الجنرال اوميت دوندار «إحباط محاولة الانقلاب»، دعا أردوغان الأتراك إلى البقاء في الشارع وكتب على تويتر «علينا أن نبقى مسيطرين على الشوارع لأنه ما زال من الممكن قيام موجة تصعيد جديدة». وأدت المواجهات التي شاركت فيها طائرات حربية ودبابات وتخللتها مشاهد عنف غير مسبوقة في أنقرة وإسطنبول منذ عقود. وتسببت بإصابة أكثر من 1100 شخص بجروح فضلاً عن القتلى, وبرر الانقلابيون «سيطرتهم التامة على السلطة» بضرورة «ضمان وترميم النظام الدستوري والديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات». غير أن أردوغان الذي تعرض في السنوات الأخيرة للكثير من الانتقادات التي أخذت عليه تسلطه، ومنذ وصول أردوغان إلى السلطة، جرت عدة حملات تطهير على مستوى قيادة الجيش في هذا البلد الذي يعد 80 مليون نسمة ويعتبر عضواً أساسياً في الحلف الأطلسي. ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى دعم الحكومة التركية «المنتخبة ديموقراطية» وإلى «التحلّي بضبط النفس وتفادي العنف وإراقة الدماء». كما دعا الاتحاد الأوروبي مساء الجمعة إلى «عودة سريعة للنظام الدستوري» في تركيا، وذلك في بيان مشترك لرئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان -كلود يونكر ووزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني.